Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 1-1)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها } أما سبب نزولها ، فروي عن عائشة أنها قالت : تبارك الذي وسع سمعه الأصوات ، لقد جاءت المجادلة فكلَّمتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا في جانب البيت أسمع كلامها ، ويخفى عليَّ بعضه ، وهي تشتكي زوجها وتقول : يا رسول الله : أبلى شبابي ، ونثرتُ له بطني ، حتى إذا كبر سني ، وانقطع ولدي ، ظاهر مني ، اللهم إني أشكو إليك ، قالت : فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآيات . فأما تفسيرها ، فقوله تعالى : { قد سمع الله } قال الزجاج : إدغام الدال في السين حسن لقرب المخرجين ، لأنهما من حروف طرف اللسان ، وإظهار الدال جائز ، لأنه وإِن قرب من مخرج السين ، فله حيّز على حدة ، ومن موضع الدال الطاء والتاء ، فهذه الأحرف الثلاثة موضعها واحد ، والسين والزاي والصاد من موضع واحد ، وهي تسمى : حروف الصفير . وفي اسم هذه المجادلة ونسبتها أربعة أقوال : أحدها : خولة بنت ثعلبة ، رواه مجاهد ، عن ابن عباس ، وبه قال عكرمة ، وقتادة ، والقرظي . والثاني : خولة بنت خويلد ، رواه عكرمة . عن ابن عباس . والثالث : خولة بنت الصامت ، رواه العوفي عن ابن عباس . والرابع : خولة بنت الدليج ، قاله أبو العالية . واسم زوجها : أوس بن الصامت ، وكانا من الأنصار . قال ابن عباس : كان الرجل إِذا قال لامرأته في الجاهلية : أنتِ عليَّ كظهر أمي ، حرُمَتْ عليه ، فكان أول من ظاهر في الإسلام أوس ، ثم ندم ، وقال لامرأته : انطلقي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسليه ، فأتته ، فنزلت هذه الآيات . فأما مجادلتها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه كان كلمَّا قال لها : قد حرمتِ عليه تقول : والله ما ذكر طلاقاً ، فقال : ما أُوحي إليَّ في هذا شيء ، فجعلت تشتكي إلى الله . وتشتكي بمعنى : تشكو . يقال : اشتكيت ما بي ، وشكوته . وقالت : إن لي صبية صغاراً ، إِن ضممتهم إليه ضاعوا ، وإن ضممتهم إليَّ جاعوا . فأما التحاور ، فهو مراجعة الكلام . قال عنترة في فرسه :