Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 20-22)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { كتب الله } أي : قضى الله { لأغلبن أنا ورسلي } وفتح الياء نافع ، وابن عامر . قال المفسرون : من بُعث من الرسل بالحرب ، فعاقبة الأمر له ، ومن لم يبعث بالحرب ، فهو غالب بالحجة { إن الله قويٌّ عزيزٌ } أي : مانع حزبه من أن يذل . قوله تعالى : { لا تجد قوماً … } الآية . اختلفوا فيمن نزلت على أربعة أقوال . أحدها : نزلت في أبي عبيدة بن الجراح ، قتل أباه يوم أُحد ، وفي أبي بكر دعا ابنه يوم بدر إلى البراز ، فقال : يا رسول الله دعني أكون في الرَّعلة الأولى ، فقال : متِّعنا بنفسك يا أبا بكر ، وفي مصعب بن عمير ، قتل أخاه عبيد بن حمنة يوم أُحد ، وفي عمرو قتل خاله العاص بن هشام يوم بدر ، وفي علي وحمزة قتلا عتبة وشيبة يوم بدر ، قاله ابن مسعود . والثاني : أنها نزلت في أبي بكر الصِّدِّيق ، وذلك أن أبا قحافة سَبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فصكَّه أبو بكر الصديق صَكَّةً شديدةً سقط منها ، ثم ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أو فَعلته " ؟ قال : نعم . قال : فلا تعُد إِليه ، فقال أبو بكر : والله لو كان السيف قريباً مني لقتلته ، فنزلت هذه الآية ، قاله ابن جريج . والثالث : نزلت في عبد الله بن عبد الله بن أُبيّ ، وذلك أنه كان جالساً إلى جنب رسول الله ، فشرب رسول الله ماءً ، فقال عبد الله : يا رسول الله أبق فضلة من شرابك ، قال : وما تصنع بها ؟ قال : أسقيها أبي ، لعل الله سبحانه يطهر قلبه ، ففعل فأتى بها أباه ، فقال : ما هذا ؟ قال : فضلة من شراب رسول الله جئتك بها لتشربها ، لعل الله يطهر قلبك ، فقال : هلا جئتني ببول أُمِّكَ ! فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله : ائذن لي في قتل أبي ، قال : فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ارفق به ، وأحسن إليه " ، فنزلت هذه الآية قاله السدي . والرابع : أنها نزلت في حاطب بن أبي بَلْتَعَةَ حين كتب إلى أهل مكة يخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عزم على قصدهم ، قاله مقاتل ، واختاره الفراء ، والزجاج . وهذه الآية قد بَيَّنتْ أن مودَّة الكفار تقدح في صحة الإيمان ، وأن من كان مؤمناً لم يوالِ كافراً وإِن كان أباه أو ابنه أو أحداً من عشيرته . قوله تعالى : { أولئك } الذين ، يعني : الذين لا يوادُّون من حادَّ الله ورسوله { كَتب في قلوبهم الإيمان } وقرأ المفضل عن عاصم « كُتِبَ » برفع الكاف والنون من « الإيمان » . وفي معنى « كتب » خمسة أقوال . أحدها : أثبت في قلوبهم الإيمان ، قاله الربيع بن أنس . والثاني : جعل ، قاله مقاتل . والثالث : كتب في اللوح المحفوظ أن في قلوبهم الإيمان حكاه الماوردي . والرابع : حكم لهم بالإيمان . وإنما ذكر القلوب ، لأنها موضع الإيمان ، ذكره الثعلبي . والخامس : جمع في قلوبهم الإيمان حتى استكملوه ، قاله الواحدي . قوله تعالى : { وأيَّدهم } أي : قوَّاهم { بروحٍ منه } وفي المراد « بالروح » هاهنا خمسة أقوال : أحدها : أنه النصر ، قاله ابن عباس ، والحسن . فعلى هذا سمي النصر روحاً ، لأن أمرهم يحيا به . والثاني : الإيمان ، قاله السدي . والثالث : القرآن ، قاله الربيع . والرابع : الرحمة ، قاله مقاتل . والخامس : جبريل عليه السلام أيَّدهم به يوم بدر ، ذكره الماوردي . فأما { حِزْب الله } فقال الزجاج : هم الداخلون في الجمع الذين اصطفاهم وارتضاهم ، و « ألا » كلمة تنبيه وتوكيد للقصة .