Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 146-146)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وعلى الذين هادوا حرّمنا كل ذي ظفر } وقرأ الحسن ، والأعمش : { ظُفْرٍ } بسكون الفاء ؛ وهذا التحريم تحريم بلوى وعقوبة وفي ذي الظفر ثلاثة أقوال . أحدها : أنه ما ليس بمنفرج الأصابع ، كالإبل ، والنعام ، والإوَزِّ ، والبط ، قاله ابن عباس ، وابن جبير ، ومجاهد ، وقتادة ، والسدي . والثاني : الإبل فقط ، قاله ابن زيد . والثالث : كل ذي حافر من الدواب ، ومخلب من الطير ، قاله ابن قتيبة . قال : وسمي الحافر ظفراً على الإستعارة ؛ والعرب تجعل الحافر والأظلاف موضع القدم ، استعارة ؛ وأنشدوا : @ سَأمْنْعُها أوْ سَوْفَ أجْعَلُ أمْرَهَا إلى مَلِكٍ أظلافُه لم تُشقَّق @@ أراد : قدميه ، وإنما الأظلاف : للشاء والبقر . قال ابن الانباري : الظفر هاهنا ، يجري مجرى الظفر للانسان . وفيه ثلاث لغات . أعلاهن : ظُفُر ؛ ويقال : ظُفْر ، وأُظفور . وقال الشاعر : @ ألم تر أنَّ الموتَ أدْرَك مَنْ مَضَى فلم يُبْقِ منه ذا جناح وذا ظُفُر @@ وقال الآخر : @ لقد كنتُ ذا نابٍ وظُفْرٍ على العِدَى فأصبحتُ ما يَخْشَوْنَ نابي ولا ظُفْري @@ وقال الآخر : @ ما بين لُقمته الأولى إذا انحَدَرَتْ وبين أخرى تليها قِيْدُ أُظْفُور @@ وفي شحوم البقر والغنم ثلاثة أقوال . أحدها : أنه إنما حرّم من ذلك شحوم الثروب خاصة ، قاله قتادة . والثاني : شحوم الثروب والكلى ، قاله السدي ، وابن زيد . والثالث : كل شحم لم يكن مختلطا بعظم ، ولا على عظم ، قاله ابن جريج : وفي قوله : { إلا ما حملت ظهورهما } ثلاثة أقوال . أحدها : أنه ما علق بالظهر من الشحوم ، قاله ابن عباس . والثاني : الأَليْةَ ، قاله أبو صالح ، والسدي . والثالث : ما علق بالظهر والجنب من داخل بطونهما ، قاله قتادة . فأما الحوايا فللمفسرين فيها أقوال تتقارب معانيها . قال ابن عباس ، والحسن ، وابن جبير ، ومجاهد ، وقتادة ، والسدي ، وابن قتيبة : هي المباعر . وقال ابن زيد : هي بنات اللبن ، وهي المرابض التي تكون فيها الأمعاء . وقال الفراء : الحوايا : هي المباعر ، وبنات اللبن . وقال الاصمعي : هي بنات اللبن ، واحدها : حاوياء ، وحاوية ، وحَويّة . قال الشاعر : @ أقْتُلُهم ولا أرى مُعاويه الجاحِظَ العَيْنِ العَظيمَ الحاويهْ @@ وقال الآخر : @ كأنَّ نقيق الحَبِّ في حاويائه فحيحُ الأفاعي أو نقيقُ العقارِب @@ وقال أبو عبيدة : الحوايا : ما تحوّى من البطن ، أي : ما استدار منها . وقال الزجاج : الحوايا : اسم لجميع ما تحوّى من الأمعاء , أي : استدار . وقال ابن جرير الطبري : الحوايا : ما تحوّى من البطن , فاجتمع واستدار ، وهي بنات اللبن ، وهي المباعر ، وتسمى : المرابض ، وفيها الأمعاء . قوله تعالى : { أو ما اختلط بعظم } فيه قولان . أحدهما : أنه شحم البطن والألَيْة ، لأنهما على عظم ، قاله السدي . والثاني : كل شحم في القوائم ، والجنب ، والرأس ، والعينين ، والأذنين ، فهو مما اختلط بعظم ، قاله ابن جريج . واتفقوا على أن ما حملت ظهورها حلال ، بالاستثناء من التحريم . فأما ما حملت الحوايا ، أو ما اختلط بعظم ، ففيه قولان . أحدهما : أنه داخل في الاستثناء ، فهو مباح ؛ والمعنى : وأُبيح لهم ما حملت الحوايا من الشحم وما اختلط بعظم ، هذا قول الأكثرين . والثاني : أنه نسق على ما حرِّم ، لا على الاستثناء ؛ فالمعنى : حرَّمنا عليهم شحومهما ، أو الحوايا ، أو ما اختلط بعظم ، إلا ما حملت الظهور ، فانه غير محرم ، قاله الزجاج . فأما « أو » المذكورة هاهنا ، فهي بمعنى الواو كقوله : { آثما أو كفوراً } [ الدهر : 24 ] . قوله تعالى : { ذلك جزيناهم } أي : ذلك التحريم عقوبة لهم على بغيهم . وفي بغيهم قولان . أحدهما : أنه قتلهم الأنبياء ، وأكلهم الربا . والثاني : أنه تحريم ما أحل لهم .