Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 151-151)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قل تعالوا أتْلُ ما حرَّم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئاً } « ما » : بمعنى : « الذي » ، وفي « لا » قولان . أحدهما : أنها زائدة ، كقوله : { أن لا تسجد } [ الأعراف : 12 ] . والثاني : أنها ليست زائدة ، وإنما هي نافية ؛ فعلى هذا القول ، في تقدير الكلام ثلاثة أقوال . أحدها : أن يكون قوله : { أن لا تشركوا } ، محمولا على المعنى ؛ فتقديره : أتل عليكم أن لا تشركوا ، أي : أتل تحريم الشرك . والثاني : أن يكون المعنى : أوصيكم أن لا تشركوا ، لأن قوله : { وبالوالدين إحساناً } [ الإسراء : 23 ] محمول على معنى : أوصيكم بالوالدين إحساناً ، ذكرهما الزجاج . والثالث : أن الكلام تم عند قوله : { حرَّم ربكم } ثم في قوله { عليكم } قولان . أحدهما : أنها إغراء كقوله : { عليكم أنفسكم } [ المائدة : 105 ] فالتقدير : عليكم أن لا تشركوا ، ذكره ابن الانباري . والثاني : أن يكون بمعنى : فُرض عليكم ، ووجب عليكم أن لا تشركوا . وفي هذا الشرك قولان . أحدهما : أنه ادعاء شريك مع الله عز وجل . والثاني : أنه طاعة غيره في معصيته . قوله تعالى : { ولا تقتلوا أولادكم } يريد : دفن البنات أحياءً . { من إملاق } أي : من خوف فقر . قوله تعالى : { ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن } فيه خمسة اقوال . أحدها : أن الفواحش : الزنا ، وما ظهر منه : الإعلان به ، وما بطن : الاستسرار به ، قاله ابن عباس ، والحسن ، والسدي . والثاني : أن ما ظهر : الخمر ، ونكاح المحرمات ، وما بطن : الزنا ، قاله سعيد بن جبير ، ومجاهد . والثالث : أن ما ظهر الخمر ، وما بطن : الزنا ، قاله الضحاك . والرابع : أنه عام في الفواحش ، وظاهرها : علانيتها ، وباطنها : سِرُّها ، قاله قتادة . والخامس : أن ما ظهر : أفعال الجوارح ، وما بطن : اعتقاد القلوب ، ذكره الماوردي في تفسير هذا الموضع ، وفي تفسير قوله : { وذروا ظاهر الإثم وباطنه } [ الإنعام : 120 ] والنفس التي حرَّم الله : نفس مسلم أو معاهد ، والمراد بالحق : إذن الشرع .