Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 158-158)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { هل ينظرون } أي : ينتظرون { إلا أن تأتيَهم الملائكة } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وعاصم ، وأبو عمرو ، وابن عامر : « تأتيهم » بالتاء . وقرأ حمزة ، والكسائي : « يأتيهم » بالياء . وهذا الإتيان لقبض أرواحهم . وقال مقاتل : المراد بالملائكة : ملك الموت وحده . قوله تعالى : { أو يأتيَ ربُّكَ } قال الحسن : أو يأتي أمْرُ ربك . وقال الزجاج : أو يأتيَ إهلاكه وانتقامه إمِّا بعذاب عاجل أو بالقيامة . قوله تعالى : { أو يأتيَ بعض آيات ربك } وروى عبد الوارث إلا القزاز : بتسكين ياء { أو يأتي } ، وفتحها الباقون . وفي هذه الآية أربعة أقوال . أحدها : أنه طلوع الشمس من مغربها ، رواه أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وبه قال ابن مسعود . وفي رواية زرارة بن أوفى عنه ، وعبد الله ابن عمرو ، ومجاهد ، وقتادة ، والسدي . وقد روى البخاري ، ومسلم ، في « الصحيحين » من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فاذا طلعت ورآها الناس ، آمن مَن عليها ، فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً " وروى عبد الله ابن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لاتزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فاذا طلعت ، طُبع على كل قلب بما فيه ، [ و ] كفي الناس العمل " . والثاني : أنه طلوع الشمس والقمر من مغربهما ، رواه مسروق عن ابن مسعود . والثالث : أنه إحدى الآيات الثلاث : طلوع الشمس من مغربها ، والدابة ، وفتح يأجوج ومأجوج ، روى هذا المعنى القاسم عن ابن مسعود . والرابع : أنه طلوع الشمس من مغربها ، والدجَّال ، ودابة الأرض ، قاله أبو هريرة . والأول أصح . والمراد بالخير هاهنا : العمل الصالح ؛ وإنما لم ينفع الإيمان والعمل الصالح حينئذ ، لظهور الآية التي تضطرهم إلى الإيمان . وقال الضحاك : من أدركه بعض الآيات وهو على عمل صالح مع إيمانه ، قبِل منه ، كما يقبل منه قبل الآية . وقيل : إن الحكمة في طلوع الشمس من مغربها ، أن الملحدة والمنجمين ، زعموا أن ذلك لا يكون ، فيريهم الله قدرته ، ويطلعها من المغرب كما أطلعها من المشرق ، ولتحقق عجز نمرود حين قال له إبراهيم : { فأت بها من المغرب فبهت } [ البقرة : 258 ] . فصل وفي قوله : { قل انتظروا إنا منتظرون } قولان . أحدهما : أن المراد به : التهديد ، فهو محكم . والثاني : أنه أمر بالكف عن القتال ، فهو منسوخ بآية السيف .