Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 159-159)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إن الذين فرَّقوا دينهم } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو : « فرّقوا » مشددة . وقرأ حمزة ، والكسائي : « فارقوا » بألف . وكذلك قرؤوا في [ الروم : 32 ] فمن قرأ « فرّقوا » أراد : آمنوا ببعض ، وكفروا ببعض . ومن قرأ : « فارقوا » أراد : باينوا . وفي المشار إليهم أربعة أقوال . أحدها : أنهم أهل الضلالة من هذه الأمة ، قاله أبو هريرة . والثاني : أنهم اليهود والنصارى ، قاله ابن عباس ، والضحاك ، وقتادة ، والسدي . والثالث : اليهود ، قاله مجاهد . والرابع : جميع المشركين ، قاله الحسن . فعلى هذا القول ، دينهم : الكفر الذي يعتقدونه ديناً ، وعلى ما قبله ، دينهم : الذي أمرهم الله به . والشِّيَع : الفرق والأحزاب . قال الزجاج : ومعنى « شيّعتُ » في اللغة : اتبعت . والعرب تقول : شاعكم السلام ، وأشاعكم ، أي : تبعكم . قال الشاعر : @ ألا يا نَخْلَةً مِنْ ذَاتِ عِرْقٍ بَرُوْدِ الظِّلِّ شَاعَكُم السَّلاَمُ @@ وتقول : أتيتك غداً ، أو شِيَعة ، أي : أو اليوم الذي يتبعه . فمعنى الشيعة : الذين يتبع بعضهم بعضاً ، وليس كلهم متفقين . وفي قوله تعالى : { لست منهم في شيء } قولان . أحدهما : لست من قتالهم في شيء ، ثم نسخ بآية السيف ، وهذا مذهب السدي . والثاني : لست منهم ، أي : أنت بريء منهم ، وهم منك بُرَءاء ، إنما أمرهم إلى الله في جزائهم ، فتكون الآية محكمة .