Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 160-160)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } وقرأ يعقوب ، والقزاز عن عبد الوارث : « عَشْرٌ » بالتنوين ، « أمثالُها » بالرفع . قال ابن عباس : يريد من عَمِلَها ، كتبت له عشر حسنات { ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا } جزاء { مثلها } وفي الحسنة والسيئة هاهنا قولان . أحدهما : أن الحسنة قول لا إله إلا الله . والسيئة : الشرك ، قاله ابن مسعود ، ومجاهد ، والنخعي . والثاني : أنه عام في كل حسنة وسيئة . روى مسلم في « صحيحه » من حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يقول الله عز وجل : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو أَزِيدُ ، ومن جاء بالسيئة فجزاء سيئة مثلها أو أَغْفِر " فان قيل : إذا كانت الحسنة كلمة التوحيد ، فأي مثل لها حتى يجعل جزاءُ قائلها عشر أمثالها ؟ فالجواب : أن جزاء الحسنة معلوم القدر عند الله ، فهو يجازي فاعلها بعشر أمثاله ، وكذلك السيئة . وقد أشرنا إلى هذا في ( المائدة ) عند قوله : { فكأنما قتل الناس جميعاً } [ المائدة : 32 ] فان قيل : المثل مذكَّر ، فلم قال : { عشر أمثالها } والهاء إنما تسقط في عدد المؤنث ؟ فالجواب : أن الأمثال خلقت حسنات مؤنثة ، وتلخيص المعني : فله عشر حسنات أمثالها ، فسقطت الهاء من عشر ، لأنها عدد مؤنَّث ، كما تسقط عند قولك : عشر نعال ، وعشر جباب .