Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 71-72)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قل أندعوا من دون الله } أي : أنعبد مالا يضرنا إن لم نعبده ، ولا ينفعنا إن عبدناه ، وهي الأصنام . { ونُردُّ على أعقابنا } أي : نرجع إلى الكفر { بعد إذ هدانا الله } إلى الإسلام ، فنكون { كالذي استهوته الشياطين } . وقرأ حمزة : « استهواه الشياطين » على قياس قراءته : { توفاه رُسْلُنا } وفي معنى « استهوائها » قولان . أحدهما : أنها هوت به وذهبت ، قاله ابن قتيبة . وقال أبو عبيدة : تُشبَّه له الشياطين فيتبعها ، حتى تهوي به في الأرض ، فتضلّه . والثاني : زيَّنت له هواه ، قاله الزجاج . قال و { حيران } : منصوب على الحال ، أي : استهوته في حال حيرته . قال السدي : قال المشركون للمسلمين : اتَّبِعوا سبيلنا واتركوا دين محمد ، فقال تعالى : { قل أندعوا من دون الله مالا ينفعنا ولا يضرنا ونردُّ على أعقابنا بعد إذ هدانا الله } فنكون كرجل كان مع قوم على طريق ، فضلّ ، فحيرته الشياطين ، وأصحابه على الطريق يدعونه : يا فلان هلم إلينا ، فانا على الطريق ، فيأبى . وقال ابن عباس : نزلت هذه الآية في عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق ، دعاه أبوه وأُمه إلى الإسلام فأبى . قال مقاتل : والمراد بأصحابه : أبواه . قوله تعالى : { قل إن هدى الله هو الهدى } هذا رد على من دعا إلى عبادة الأصنام ، وزجرٌ عن إجابته كأنه قيل له : لا تفعل ذلك ، لأن هدى الله هو الهدى ، لا هدى غيره . قوله تعالى : { وأُمرنا لنسلم } قال الزجاج : العرب تقول : أمرتك أن تفعل ، وأمرتك لتفعل ، وأمرتك بأن تفعل . فمن قال : « بأن » فالباء للالصاق . والمعنى : وقع الأمر بهذا الفعل ، ومن قال : « أن تفعل » فعلى خذف الباء ؛ ومن قال : « لتفعل » فقد أخبر بالعلة التي لها وقع الامر . قال وفي قوله : { وأن أقيموا الصلاة } وجهان . أحدهما : أُمرنا لأن نسلم ، ولأن نقيم الصلاة . والثاني : أن يكون محمولاً على المعنى ، لأن المعنى : أُمرنا بالإسلام ، وباقامة الصلاة .