Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 73-73)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق } فيه أربعة أقوال . أحدها : خلقهما للحق . والثاني : خلقهما حقاً . والثالث : خلقهما بكلامه ، وهو الحق . والرابع : خلقهما بالحكمة . قوله تعالى : { ويوم يقول كن فيكون } قال الزجاج : الأجود أن يكون منصوباً على معنى : واذكر يوم يقول كن فيكون ، لأن بعده { وإذ قال إِبراهيم } فالمعنى : واذكر هذا وهذا . وفي الذي يقول له كن فيكون ، ثلاثة أقوال . أحدها : أنه يوم القيامة ، قاله مقاتل . والثاني : ما يكون في القيامة . والثالث : أنه الصور ، وما ذكر من أمر الصور يدل عليه ، قالهما الزجاج . قال : وخُصَّ ذلك اليوم بسرعة إيجاد الشيء ، ليدل على سرعة أمر البعث . قوله تعالى : { قوله الحق } أي : الصدق الكائن لا محالة { وله الملك يوم ينفخ في الصور } . وروى إسحاق بن يوسف الأزرق عن أبي عمرو : « ننفخ » بنونين ومعنى الكلام : أن الملوك يومئذ لا ملك لهم ، فهو المنفرد بالملك وحده ، كما قال : { والأمر يومئذ لله } [ الإنفطار : 19 ] وفي « الصور » قولان . أحدهما : أنه قرن ينفخ فيه ؛ " روى عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصور ، فقال : « هو قرن ينفخ فيه » " وقال مجاهد : الصور كهيأة البوق . وحكى ابن قتيبة : أن الصور : القرن ، في لغة قوم من أهل اليمن ، وأنشد : @ نَحْنُ نَطَحْنَاهُم غَدَاةَ الجَمْعَيْن بالضَّابِحَاتِ في غُبارِ النَّقْعَيْن نَطْحاً شَدِيدَاً لا كَنَطْحِ الصّورَيْن @@ وأنشد الفراء : @ لَوْلاَ ابنُ جَعْدَةَ لَم يُفْتَحْ قُهُنْدُزُكُم وَلاَ خُرَاسَانُ حتَّى يُنْفَخَ الصُّوْرُ @@ وهذا اختيارُ الجمهور . والثاني : أن الصور جمع صورة ؛ يقال : صورة وصور ، بمنزلة سورة وسور ، كسورة البناء ؛ والمراد نفخ الأرواح في صُوَرِ الناس ، قاله قتادة : وأبو عبيدة . وكذلك قرأ الحسن ، ومعاذ القارىء ، وأبو مِجْلَز ، وأبو المتوكل « في الصُّوَر » بفتح الواو . قال ثعلب : الأجود أن يكون الصور : القرن ، لأنه قال عز وجل { ونُفخ في الصور فصَعِق من في السماوات ومن في الأرض } ثم قال : { ثم نُفخ فيه أخرى } ؛ ولو كان الصُّوَر ، كان : ثم نُفخ فيها أو فيهن ؛ وهذا يدل على أنه واحد ؛ وظاهر القرآن يشهد أنه يُنفخ في الصُّور مرتين . وقد روى أهل التفسير عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الصور قرن يُنفخ فيه ثلاث نفخات ؛ الأولى : نفخة الفزع ، والثانية : نفخة الصعق ، والثالثة : نفخة القيام لرب العالمين " قال ابن عباس : وهذه النفخة المذكورة في هذه الآية هي الأولى ، يعني : نفخة الصعق . قوله تعالى : { عالم الغيب } وهو ما غاب عن العباد مما لم يعاينوه ، { والشهادة } وهو ما شاهدوه ورأوه . وقال الحسن : يعني بذلك السر والعلانية .