Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 62, Ayat: 11-11)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وإذا رأوا تجارة } سبب نزولها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة ، إذ أقبلت عير قد قَدِمَتْ ، فخرجوا إليها حتى لم يبق معه إلا إثنا عشر رجلاً ، فنزلت هذه الآية ، أخرجه البخاري ومسلم في « الصحيحين » من حديث جابر بن عبد الله ، قاله الحسن : وذلك أنهم أصابهم جوع . وغلاء سعر ، فلما سمعوا بها خرجوا إليها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لو اتبع آخرُهم أوَّلَهم التهب عليهم الوادي ناراً " قال المفسرون : كان الذي قدم بالتجارة دحية بن خليفة الكلبي ، قال مقاتل : وذلك قبل أن يسلم . قالوا : قَدِمَ بها من الشام ، وضرب لها طبل يُؤذن الناس بقدومها . وهذه كانت عادتهم إذا قدمت عير . قال جابر بن عبد الله : كانت التجارة طعاماً . وقال أبو مالك : كانت زيتاً . والمراد باللهو : ضرب الطبل . و { انفضوا } بمعنى : تفرَّقوا عنك ، فذهبوا إليها . والضمير للتجارة . وإنما خصت برد الضمير إِليها ، لأنها كانت أهم إليهم ، هذا قول الفراء ، والمبرد . وقال الزجاج : المعنى : وإذا رأوا تجارة انفضوا إليها ، أو لهواً انفضوا إليه ، فحذف خبر أحدهما ، لأن الخبر الثاني يدل على الخبر المحذوف . وقرأ ابن مسعود ، وابن أبي عبلة « انفضوا إليهما » . على التثنية . وعن ابن مسعود ، وابن أبي عبلة « انفضوا إليه » على ضمير مذكر { وتركوك قائماً } وهذا القيام كان في الخطبة { قل ما عند الله } من ثواب الصلاة والثبات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم { خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين } لأنه يرزق من يؤمن به ويعبده ، ومن يكفر به ويجحده ، فهو يعطي من سأل ، ويبتدىء من لا يسأل ، وغيره إنما يرزق من يرجو منفعته ، ويُقبل على خدمته .