Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 63, Ayat: 9-11)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { لا تلهكم } أي : لا تشغَلكم . وفي المراد بذكر الله هاهنا أربعة أقوال : أحدها : طاعة الله في الجهاد ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : الصلاة المكتوبة ، قاله عطاء ، ومقاتل . والثالث : الفرائض من الصلاة ، وغيرها ، قاله الضحاك . والرابع : أنه على إطلاقه . قال الزجاج : حضَّهم بهذا على إدامة الذكر . قوله تعالى : { وأنفِقوا مما رزقناكم } في هذه النفقة ثلاثة أقوال : أحدها : أنه زكاة الأموال ، قاله ابن عباس . والثاني : أنها النفقة في الحقوق الواجبة بالمال ، كالزكاة والحج ، ونحو ذلك ، وهذا المعنى مروي عن الضحاك . والثالث : أنه صدقة التطوّع ، ذكره الماوردي . فعلى هذا يكون الأمر ندباً ، وعلى ما قبله يكون أمر وجوب . قوله تعالى : { من قبل أن يأتيَ أحدَكم الموتُ } قال الزجاج : أي : من قبل أن يعاين ما يعلم منه أنه ميت . قوله تعالى : { لولا أخرتني } أي : هلاَّ أخرتني { إلى أجل قريب } يعني بذلك الاستزادة في أجله ليتصدَّق ويزكّي ، وهو قوله تعالى : { فأَصَّدَّق } قال أبو عبيدة : « فأصدق » نصب ، لأن كل جواب بالفاء للاستفهام منصوب . تقول : مَنْ عندك فآتيَك . هلاَّ فعلت كذا فأفعَل كذا ، ثم تبعتْها { وأكنْ من الصالحين } بغير واو . وقال أبو عمرو : إنما هي ، وأكون ، فذهبت الواو من الخط . كما يكتب أبو جاد أبجد هجاءً ، وهكذا يقرؤها أبو عمرو « وأكونَ » بالواو ، ونصب النون . والباقون يقرؤون « وأكن » بغير واو . قال الزجاج : من قرأ « وأكونَ » فهو على لفظ فأصَّدَّقَ . ومن جزم « أكنْ » فهو على موضع « فأصدق » لأن المعنى : إن أخرتني أصدق وأكن . وروى أبو صالح عن ابن عباس « فأصَّدَّق » أي : أُزكي مالي « وأكنْ من الصالحين » أي : أَحُجّ مع المؤمنين ، وقال في قوله تعالى : { والله خبير بما تعملون } والمعنى : بما تعملون من التكذيب بالصدقة . قال مقاتل : يعني : المنافقين . وروى الضحاك عن ابن عباس ، ما من أحد يموت ، وقد كان له مال لم يزكّه ، وأطاق الحج فلم يحج ، إلا سأل الله الرجعة عند الموت ، فقالوا له : إنما يسأل الرجعة الكفار ، فقال : أنا أتلو عليكم به قرآنا ، ثم قرأ هذه الآية .