Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 63, Ayat: 5-8)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وإذا قيل لهم تعالَوْا يستغفر لكم رسول الله } قد بيَّنَّا سببه في نزول السورة { لوَّوْا رؤوسهم } وقرأ نافع ، والمفضل عن عاصم ، ويعقوب : « لَوَوْا » بالتخفيف . واختار أبو عبيدة التشديد . وقال : لأنهم فعلوا ذلك مرَّة بعد مرَّة . قال مجاهد : لما قيل لعبد الله بن أُبَيٍّ : تعال يستغفر لك رسول الله لوّى رأسه ، قال : ماذا قلتَ ؟ وقال مقاتل : عطفوا رؤوسهم رغبة عن الاستغفار . وقال الفراء : حَرَّكوها استهزاءً بالنبي وبدعائه . قوله تعالى : { ورأيتهم يَصُدُّون } أي : يعرضون عن الاستغفار . { وهم مستكبرون } أي : متكبِّرون عن ذلك . ثم ذكر أن استغفاره لهم لا ينفعهم . بقوله تعالى : { سواءٌ عليهم أستغفرتَ لهم } وقرأ أبو جعفر : { آستغفرت } بالمدِّ . قوله تعالى : { هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله } قد بيَّنَّا أنه قول ابن أُبَيٍّ . { ويَنْفَضُّوا } بمعنى : يتفرَّقوا { ولله خزائن السموات والأرض } قال المفسرون : خزائن السموات : المطر ، وخزائن الأرض : النبات . والمعنى : أنه هو الرَّزَّاق لهؤلاء المهاجرين ، لا أولئك ، { ولكن المنافقين لا يفقهون } أي : لا يعلمون أن الله رازقهم في حال إنفاق هؤلاء عليهم { يقولون لئن رجعنا } من هذه الغزوة . وقد تقدم ذكرها وهذا قول ابن أُبَيّ { لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ } يعني : نفسه ، وعنى بـ { الأذلِّ } رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقرأ الحسن : « لنُخرِجنَّ » بالنون مضمومة وكسر الراء « الأعزَّ » بنصب الزاي [ والأذل منصوب ] على الحال [ بناءً على جواز تعريف الحال ، أو زيادة « أل » فيه ، أو بتقدير « مثل » ] . المعنى : لنخرجنَّه ذليلاً على أيِّ حال ذلّ . والكل نصبوا « الأذل » فرد الله عز وجل عليه فقال : { ولله العزَّة } وهي : المَنَعة والقوّة { ولرسوله وللمؤمنين } بإعزاز الله ونصره إياهم { ولكن المنافقين لا يعلمون } ذلك .