Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 66, Ayat: 9-12)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { جاهد الكفار والمنافقين } قد شرحناه في [ براءة : 73 ] . قوله تعالى : { ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح } قال المفسرون منهم مقاتل : هذا المثل يتضمن تخويف عائشة وحفصة أنهما إن عَصيا ربَّهما لم يُغْنِ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما شيئاً . قال مقاتل : اسم امرأة نوح « والهة » وامرأة لوط « والغة » . قوله تعالى : { كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين } يعني : نوحاً ولوطاً عليهما السلام { فخانتاهما } قال ابن عباس : ما بغت امرأة نبي قط ، إنما كانت خيانتهما في الدِّين ، كانت امرأة نوح تخبر الناس أنه مجنون ، وكانت امرأة لوط تدل على الأضياف ، فإذا نزل بلوط ضيفٌ بالليل أوقدت النار ، وإذا نزل بالنهار دخنت ليعلم قومه أنه قد نزل به ضيف . وقال السدي : كانت خيانتهما : كفرهما . وقال الضحاك : نميمتهما . وقال ابن السائب : نفاقهما . قوله تعالى : { فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً } أي : فلم يدفعا عنهما من عذاب الله شيئاً . وهذه الآية تقطع طمع مَن ركب المعصية ورجا أن ينفعه صلاح غيره . ثم أخبر أن معصية الغير لا تضر المطيع . بقوله تعالى : { وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون } وهي آسية بنت مزاحم رضي الله عنها . وقال يحيى بن سلام : ضرب الله المثل الأول يحذِّر به عائشة وحفصة رضي الله عنهما . ثم ضرب لهما هذا المثل يرغبهما في التمسك بالطاعة . وكانت آسية قد آمنت بموسى . قال أبو هريرة : ضرب فرعون لامرأته أوتاداً في يديها ورجليها ، وكانوا إذا تفرَّقوا عنها أظلتها الملائكة ، فقالت : { رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة } فكشف الله لها عن بيتها في الجنة حتى رأته قبل موتها { ونجني من فرعون وعمله } فيه قولان . أحدهما : أن عمله : جِمَاعُهُ . والثاني : أنه دينه رويا عن ابن عباس { ونجني من القوم الظالمين } يعني : أهل دين المشركين . قوله تعالى : { والتي أحصنت فرجها } قد ذكرنا فيه قولين في سورة [ الأنبياء : 92 ] فمن قال : هو فرج ثوبها ، قال « الهاء » في قوله تعالى : { فنفخنا فيه } يرجع إليه ، وذلك أن جبريل مَدَّ جيب درعها ، فدخل فيه . ومن قال : هو مخرج الولد ، قال : « الهاء » كناية عن غير مذكور ، لأنه إنما نفخ في درعها لا في فرجها . قوله تعالى : { وصدَّقت بكلمات ربها } وفيه قولان . أحدهما : أنها قول جبريل { إِنما أنا رسول ربكِ } [ مريم : 19 ] . والثاني : أن الكلمات هي التي تضمنَّتها كتب الله المنزلة . وقرأ أُبيُّ ابن كعب ، وأبو مجلز ، وعاصم الجحدري ، « بكلمةِ ربها » على التوحيد « وكُتُبه » قرأ ابن كثير ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي ، وابو بكر عن عاصم « وكتابِهِ » على التوحيد ، وقرأ أبو عمرو ، وحفص عن عاصم ، وخارجة عن نافع « وكُتُبه » جماعة ، وهي التي أنزلت على الأنبياء ، ومن قرأ « وكتابه » فهو اسم جنس على ما بيَّنَّا في خاتمة [ البقرة : 285 ] وقد بيَّنَّا فيها القنوت مشروحاً [ البقرة : 116 ] . ومعنى الآية : وكانت من القانتين ، ولذلك لم يقل : من القانتات .