Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 20-27)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أمَّن هذا الذي هو جند لكم } هذا استفهام إنكار . ولفظ « الجُنْدِ » مُوحَّد ، فلذلك قال تعالى : « هذا الذي هو » والمعنى : لا جُنْدَ لكم { ينصركم } أي : يمنعكم من عذاب الله إن أراده بكم { إنِ الكافرون إلا في غرور } وذلك أن الشيطان يغرُّهم ، فيقول : إن العذاب لا ينزل بكم { أمَّن هذا الذي يرزقكم } المطر وغيرَه { إن أمسك } الله ذلك عنكم { بل لجُّوا في عُتُوٍّ } أي : تمادٍ في كفر { ونفور } عن الإيمان . ثم ضرب مثلاً ، فقال تعالى : { أفمن يمشي مُكِبّاً على وجهه } قال ابن قتيبة : أي : لا يبصر يميناً ، ولا شمالاً ، ولا من بين يديه . يقال : أكبَّ فلانٌ على وجهه بالألف ، وكبَّه الله لوجهه ، وأراد : الأعمى . قال المفسرون : هذا مثل للمؤمن ، والكافر . و « السويُّ » : المعتدل ، أي : الذي يبصر الطريق . وقال قتادة : هذا في الآخرة يحشر الله الكافر مُكِبّاً على وجهه ، والمؤمن يمشي سوياً . قوله تعالى : { قليلاً ما تشكرون } فيه قولان . أحدهما : أنهم لا يشكرون ، قاله مقاتل . والثاني : يشكرون قليلاً ، قاله أبو عبيد . قوله تعالى : { ذَرَأَكُمْ } أي : خلقكم { ويقولون متى هذا الوعد } يعنون بالوعد : العذابَ { فلما رأوه زُلْفَةً } أي : رأوا العذاب قريباً منهم { سِيْئَتْ وجوه الذين كفروا } قال الزجاج : أي : تبين فيها السُّوءُ . وقال غيره : قُبِّحْت بالسواد { وقيل هذا الذي كنتم به تَدَّعُونَ } فيه قولان . أحدهما : أنَّ « تدَّعون » بالتشديد ، بمعنى تدعون بالتخفيف ، وهو « تفتعلون » من الدعاء . يقال : دعوت ، وادَّعيت ، كما يقال : خَبَرْتُ وَاخْتَبَرْتُ ، ومثله : يَدَّكِرون ، ويَدْكُرون ، هذا قول الفراء ، وابن قتيبة . والثاني : أن المعنى : هذا الذي كنتم من أجله تَدَّعون الأباطيلَ والأكاذيبَ ، تَدَّعون أنكم إِذا مُتُّم لا تُبْعَثُون ؟ ! وهذا اختيار الزجاج . وقرأ أبو رزين ، والحسن ، وعكرمة ، وقتادة ، والضحاك ، وابن أبي عبلة ، ويعقوب : « تَدْعون » بتخفيف الدال ، وسكونها ، بمعنى تَفْعَلون من الدعاء . وقال قتادة : كانوا يَدعُون بالعذاب .