Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 132-133)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وقالوا مهما } قال الزجاج : زعم النحويون أن أصل { مهما } ماما ، ولكن أبدل من الألف الأولى الهاء ليختلف اللفظ ، فـ « ما » الأولى هي : « ما » الجزاء ، و « ما » الثانية ، هي : التي تزاد تأكيداً للجزاء ، ودليل النحويين على ذلك : أنه ليس شيء من حروف الجزاء إلا و « ما » تزاد ، فيه , قال الله تعالى : { فاما تثقفنهم } [ الأنفال : 57 ] كقولك : إن تثقفنهم ، وقال : { وإما تعرضنَّ عنهم } [ الاسراء : 28 ] وتكون « ما » الثانية للشرط والجزاء ، والتفسير الأول : هو الكلام ، وعليه استعمال الناس . قال ابن الأنباري : فعلى قول من قال : إن معنى « مه » الكف ، يحسن الوقف على « مه » ، والاختيار أن لا يوقف عليها دون « ما » لأنها في المصحف حرف واحد . وفي الطوفان ثلاثة أقوال . أحدها : أنه الماء . قال ابن عباس : أُرسل عليهم مطر دائم الليلَ والنهارَ ثمانية أيام ، وإلى هذا المعنى ذهب سعيد بن جبير ، وقتادة ، والضحاك ، وأبو مالك ، ومقاتل ، واختاره الفراء ، وابن قتيبة . والثاني : أنه الموت ، روته عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وبه قال مجاهد ، وعطاء ، ووهب بن منبه ، وابن كثير . والثالث : أنه الطاعون ، نقل عن مجاهد ، ووهب أيضاً . وفي القمَّل سبعة أقوال . أحدها : أنه السوس الذي يقع في الحنطة ، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس ، وقال به . والثاني : أنه الدَّبى ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد ، وعطاء . وقال قتادة : القمَّل : أولاد الجراد . وقال ابن فارس : الدَّبى : الجراد إذا تحرك قبل أن تنبت أجنحته . والثالث : أنه دواب سود صغار ، قاله الحسن ، وسعيد بن جبير . وقيل : هذه الدواب : هي السوس . والرابع : أنه الجعلان ، قاله حبيب بن أبي ثابت . والخامس : أنه القمل ، ذكره عطاء الخراساني ، وزيد بن أسلم . والسادس : أنه البراغيث ، حكاه ابن زيد . والسابع : أنه الحَمنان ، واحدتها : حَمنانة ، وهي ضرب من القِردان ، قاله أبو عبيدة . وقرأ الحسن ، وعكرمة ، وابن يعمر : « القُمْل » برفع القاف وسكون الميم . وفي الدم قولان . أحدهما : أن ماءهم صار دماً ، قاله الجمهور . والثاني : أنه رعاف أصابهم ، قاله زيد بن اسلم . الإِشارة إلى شرح القصة قال ابن عباس : جاءهم الطوفان ، فكان الرجل لا يقدر ان يخرج إلى ضيعته ، حتى خافوا الغرق ، فقالوا : يا موسى ادع لنا ربك يكشفه عنا ، ونؤمن بك ، ونرسل معك بني إسرائيل ؛ فدعا لهم ، فكشفه الله عنهم ، وأنبت لهم شيئاً لم ينبته قبل ذلك ، فقالوا : هذا ما كنا نتمنى ، فأرسل الله عليهم الجراد فأكل ما أنبتت الأرض ، فقالوا : ادع لنا ربك ، فدعا ، فكشف الله عنهم ، فأحرزوا زروعهم في البيوت ، فأرسل الله عليهم القُمَّل ، فكان الرجل يخرج بطحين عشرة أجربة إلى الرحى ، فلا يرى منها ثلاثة أقفزة ، فسألوه ، فدعا لهم ، فكُشف عنهم ، فلم يؤمنوا ، فأرسل الله عليهم الضفادع ، ولم يكن شيء أشد منها ، كانت تجيء إلى القدور وهي تغلي وتفور ، فتلقي أنفسها فيها ، فتفسد طعامهم وتطفىء نيرانهم ، وكانت الضفادع برِّية ، فأورثها الله تعالى برد الماء والثرى إلى يوم القيامة ، فسألوه ، فدعا لهم ، فلم يؤمنوا ، فأرسل الله عليهم الدم ، فجرت أنهارهم وقُلُبهم دماً ، فلم يقدروا على الماء العذب ، وبنو إسرائيل في الماء العذب ، فاذا دخل الرجل منهم يستقي من أنهار بني اسرائيل صار ما دخل فيه دماً ، والماء من بين يديه ومن خلفه صافٍ عذبٌ لا يقدر عليه ، فقال فرعون : أقسم بالهي يا موسى لئن كشفتَ عنا الرجز لنؤمننَّ لك ، ولنرسلن معك بني إسرائيل ، فدعا موسى ، فذهب الدم ، وَعَذُبَ ماؤهم ، فقالوا : والله لا نؤمن بك ولا نرسل معك بني إسرائيل . قوله تعالى : { آيات مفصَّلات } قال ابن قتيبة : بين الآية والآية فصل . قال المفسرون : كانت الآية تمكث من السبت إلى السبت ، ثم يبقون عقيب رفعها شهراً في عافية ، ثم تأتي الآية الأخرى . قال وهب بن منبه : بين كل آيتين أربعون يوماً . وروى عكرمة عن ابن عباس قال : مكث موسى في آل فرعون بعدما غلب السحرة عشرين سنة يريهم الآيات ، الجراد والقمّل والضفادع والدم . وفي قوله : { فاستكبروا } قولان . أحدهما : عن الإيمان . والثاني : عن الانزجار .