Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 155-155)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { واختار موسى قومه } المعنى : اختار من قومه فحُذف « من » ، تقول العرب : اخترتك القوم ، أي : اخترتك من القوم ، وأنشدوا : @ مِنَّا الذي اخِتيرَ الرِّجَالَ سََمَاحةً وجُوداً إذا هبَّ الرِّياح الزَّعازعُ @@ هذا قول ابن قتيبة ، والفراء ، والزجاج . وفي هذا الميقات أربعة أقوال . أحدها : أنه الميقات الذي وَقَّتَهُ الله لموسى ليأخذ التوراة ، أُمر أن يأتيَ معه بسبعين ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال نوف البِكَاليُّ . والثاني : أنه ميقات وَقَّتَهُ الله تعالى لموسى ، وأمره أن يختار من قومه سبعين رجلاً ليدعو ربهم ، فدعَوْا فقالوا : اللهم أعطنا مالم تعط أحداً قبلنا ، ولا تعطيه أحداً بعدنا ، فكره الله ذلك ، وأخذتهم الرجفة ؛ رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس . والثالث : أنه ميقات وَقَّتَهُ الله لموسى ، لأن بني إسرائيل قالوا له : إن طائفة تزعم أن الله لا يكلمك ، فخذ معك طائفة منا ليسمعوا كلامه فيؤمنوا فتذهب التهمة ، فأوحى الله اليه ان أختر من خيارهم سبعين ، ثم ارتقِ بهم على الجبل انت وهارون ، واستخلف يوشع بن نون ، ففعل ذلك ، قاله وهب بن منبه . والرابع : أنه ميقات وَقَّتَهُ الله لموسى ليلقاه في ناس من بني إسرائيل ، فيعتذر إليه من فِعْل عبدة العجل ، قاله السدي . وقال ابن السائب : كان موسى لا يأتي إلا بإذن منه . فأما الرجفة . فهي : الحركة الشديدة . وفي سبب أخذها إياهم أربعة أقوال . أحدها : أنه ادعاؤهم على موسى قتل هارون ؛ قاله علي بن أبي طالب . والثاني : اعتداؤهم في الدعاء وقد ذكرناه في رواية ابن أبي طلحة عن ابن عباس . والثالث : أنهم لم ينهَوْا عبدة العجل ولم يرضَوْا ؛ نُقل عن ابن عباس . وقال قتادة ، وابن جريج : لم يأمروهم بالمعروف ، ولم ينهَوْهم عن المنكر ، ولم يزايلوهم . والرابع : أنهم طلبوا استماع الكلام من الله تعالى ، فلما سمعوه قالوا : { لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة } [ البقرة : 55 ] قاله السدي ، وابن إسحاق . قوله تعالى : { قال رب لو شئت أهلكتَهم من قبلُ وإيَّاي } قال السدي : قام موسى يبكي ويقول : رب ماذا أقول لبني إسرائيل إذا أتيتُهم وقد أهلكتَ خيارهم { لو شئتَ أهلكتهم من قبلُ وإياي } قال الزجاج : لو شئت أمتَّهم قبل أن تبتليهم بما أوجب عليهم الرجفة . وقيل : لو شئت أهلكتهم من قبل خروجنا وإياي ، فكان بنو إسرائيل يعاينون ذلك ولا يتهمونني . قوله تعالى : { أتُهْلِكُنا بما فعل السفهاء منا } قال المبرِّد : هذا استفهام استعطاف ، أي : لا تُهلكْنا . وقال ابن الانباري : هذا استفهام على تأويل الجحد ، أراد : لست تفعلُ ذلك . { والسفهاء } هاهنا : عبدة العجل . وقال الفراء : ظن موسى أنهم أُهلكوا باتخاذ أصحابهم العجل . وإنما أُهلكوا بقولهم : { أرنا الله جهرة } . قوله تعالى : { إن هي إلا فتنتك } فيها قولان . أحدهما : أنها الابتلاء ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال سعيد بن جبير ، وأبو العالية . والثاني : العذاب ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس ، وبه قال قتادة . قوله تعالى : { أنت ولِّيُنَا } أي : ناصرنا وحافظنا .