Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 188-188)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضَراً } سبب نزولها : أن أهل مكة قالوا : يا محمد ، ألا يخبرك ربك بالسعر الرخيص قبل أن يغلو ، فتشتري فتربح ، وبالأرض التي تريد أن تُجدب ، فترتحل عنها إلى ما قد أخصب ؟ فنزلت هذه الآية ، روي عن ابن عباس . وفي المراد بالنفع والضر قولان . أحدهما : أنه عامّ في جميع ما ينفع ويضر ، قاله الجمهور . والثاني : أن النفع : الهدى ، والضَّر : الضلالة ، قاله ابن جريج . قوله تعالى : { إلا ما شاء الله } أي : إلا ما أراد أن أملكه بتمليكه إياي ؛ ومن هو على هذه الصفة فكيف يعلم علم الساعة ؟ . قوله تعالى : { ولو كنت أعلم الغيب } فيه أربعة أقوال . أحدها : لو كنت أعلم بجدب الأرض وقحط المطر قبل كون ذلك لهيَّأت لسنة الجدب ما يكفيها ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : لو كنت أعلم ما أربح فيه إذا اشتريته لاستكثرت من الخير ، قاله الضحاك عن ابن عباس . والثالث : لو كنت أعلم متى أموت لاستكثرت من العمل الصالح ، قاله مجاهد . والرابع : لو كنت أعلم ما أسأل عنه من الغيب لأَجبت عنه . { وما مسني السوء } أي : لم يلحقني تكذيب ، قاله الزجاج . فأما الغيب : فهو كل ما غاب عنك . ويخرج في المراد بالخير هاهنا ثلاثة أقوال . أحدها : أنه العمل الصالح . والثاني : المال . والثالث : الرزق . قوله تعالى : { وما مسنيَ السوء } فيه أربعة اقوال . أحدها : أنه الفقر ، قاله ابن عباس . والثاني : أنه كل ما يسوء ، قاله ابن زيد . والثالث : الجنون ، قاله الحسن . والرابع : التكذيب ، قاله الزجاج . فعلى قول الحسن ، يكون هذا الكلام مبتدأ ، والمعنى : وما بي من جنون إنما أنا نذير ، وعلى باقي الأقوال يكون متعلقاً بما قبله .