Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 75, Ayat: 26-40)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { كلا } قال الزجاج : « كلا » ردع وتنبيه . المعنى : ارتَدِعوا عما يؤدِّي إلى العذاب . وقال غيره : معنى « كلا » : لا يُؤْمِنُ الكافر بهذا . قوله تعالى : { إذا بلغت } يعني : النفس . وهذه كناية عن غير مذكور . و « التراقي » العظام المكتنفة لنُقْرَة النَّحر عن يمين وشمال . وواحدة التراقي : تَرْقوة ، ويكنى ببلوغ النفس التراقي عن الإشفاء على الموت ، { وقيل مَنْ راق } فيه قولان . أحدهما : أنه قول الملائكة بعضهم لبعض : من يرقى روحه ، ملائكة الرحمة ، أو ملائكة العذاب ؟ رواه أبو الجوزاء عن ابن عباس ، وبه قال أبو العالية ، ومقاتل . والثاني : أنه قول أهله : هل مِنْ رَاقٍ يَرْقيه بالرُّقى ؟ وهو مروي عن ابن عباس أيضاً ، وبه قال عكرمة ، والضحاك ، وأبو قلابة ، وقتادة ، وابن زيد ، وأبو عبيدة ، وابن قتيبة ، والزجاج . قوله تعالى : { وظن } أي : أيقن الذي بلغت روحه التراقيَ { أنه الفِرَاق } للدنيا { والتفَّت الساق بالساق } فيه خمسة أقوال . أحدها : أمر الدنيا بأمر الآخرة ، رواه الوالبي عن ابن عباس : وبه قال مقاتل . والثاني : اجتمع فيه الحياة والموت ، قاله الحسن ، وعن مجاهد كالقولين . والثالث : التفت ساقاه في الكفن ، قاله سعيد بن المسيب . والرابع : التفت ساقاه عند الموت ، قاله الشعبي . والخامس : الشدة بالشدة ، قاله قتادة . قال الزجاج : آخر شدة الدنيا بأول شدة الآخرة . قوله تعالى : { إلى ربك يومئذ المساق } أي : إلى الله المنتهى { فلا صدَّق ولا صلَّى } قال أبو عبيدة : « لا » هاهنا في موضع « لم » . قال المفسرون : هو أبو جهل { ولكن كذَّب وتولَّى } عن الإيمان { ثم ذهب إِلى أهله يتمطَّى } أي : رجع إليهم يتبختر ويختال . قال الفراء « يتمطَّى » أي يتبختر ، لأن الظهر هو المَطَا ، فيلوي ظهره متبختراً . وقال ابن قتيبة : أصله يتمطط ، فقلبت الطاء فيه ياء ، كما قيل : يتظنّى ، وأصله : يتظنن ، ومنه المشية المُطَيْطَاء . وأصل الطاء في هذا كله دال . إنما هو مد يده في المشي إذا تبختر . يقال : مَطَطتُ ومَدَدتُ بمعنى . قوله تعالى : { أولى لك فأولى } قال ابن قتيبة : هو تهديد ووعيد . وقال الزجاج : العرب تقول : أولى لفلان : إِذا دعت عليه بالمكروه ، ومعناه : وليك المكروه يا أبا جهل . قوله تعالى : { أيحسب الإنسان } يعني : أبا جهل { أن يُتْرَك سُدى } قال ابن قتيبة : أي : يهمل فلا يؤمر ولا ينهى ولا يعاقب ، يقال : أسديت الشيء ، أي : أهملته . ثم دل على البعث بقوله تعالى : { ألم يك نطفةً من مَنِيٍّ يُمْنَى } قرأ أبن كثير ، ونافع ، وحمزة ، والكسائي وأبو بكر عن عاصم « تُمْنَى » بالتاء . وقرأ ابن عامر ، وحفص عن عاصم ، ويعقوب « يُمْنَى » بالياء . وعن أبي عمرو كالقراءتين . وقد شرحنا هذا في [ النجم : 24 ] { ثم كان علقةً } بعد النطفة { فَخَلَق } فيه الروح ، وسَوَّى خلقه { فجعل منه } أي : خَلَقَ من مائه أولاداً ذكوراً وإناثاً { أليس ذلك } الذي فعل هذا { بقادرٍ ؟ } وقرأ أبو بكر الصديق ، وأبو رجاء ، وعاصم الجحدري « يقدر » { على أن يحيي الموتى ؟ ! } وهذا تقرير لهم ، أي : إن من قَدَر على الابتداء قَدَر على الإعادة . قال ابن عباس : إذا قرأ أحدكم هذه الآية ، فليقل : اللهم بلى .