Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 75, Ayat: 16-25)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { لا تحرِّك به لسانك } روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة ، وكان يشتد عليه حِفظه ، وكان إذا نزل عليه الوحي يُحرِّك لسانه وشفتيه قبل فراغ جبريل من قراءة الوحي ، مخافة أن لا يحفَظه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . ومعناها : لا تحرك بالقرآن لسانك لتعجل بأخذه { إِن علينا جمعه وقرآنه } قال ابن قتيبة : أي : ضمَّه وجمعه في صدرك { فإذا قرأناه } أي : جمعناه { فاتبع قرآنه } أي : جمعه . قال المفسرون : يعني : اقرأ إذا فرغ جبريل من قراءته . قال ابن عباس : فاتِّبع قرآنه ، أي : اعمل به . وقال قتادة : فاتبع حلاله وحرامه { ثم إنَّ علينا بيانه } فيه أربعة أقوال . أحدها : نبيِّنه بلسانك ، فتقرؤه كما أقرأك جبريل . وكان إذا أتاه جبريل أطرق ، فإذا ذهب ، قرأه كما وعده الله ، قاله ابن عباس . والثاني : إِن علينا أن نجزيَ به يوم القيامة بما فيه من وعد ووعيد ، قاله الحسن . والثالث : إِن علينا بيان ما فيه من الأحكام ، والحلال ، والحرام ، قاله قتادة . والرابع : علينا أن ننزِّله قرآناً عربياً ، فيه بيان للناس ، قاله الزجاج . قوله تعالى : { كلا } قال عطاء : أي : لا يؤمن أبو جهل بالقرآن وبيانه ، وقال ابن جرير : المعنى : ليس الأمر كما تقولون من أنكم لا تُبْعَثُون ، ولكن دعاكم إلى قِيلِ ذلك مَحَبَّتُكم للعاجلة . قوله تعالى : { بل تحبون العاجلة } قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو « بل يحبون العاجلة ويذرون » بالياء فيهما . وقرأ الباقون بالتاء فيهما . والمراد : كفار مكة ، يحبونها ويعملون لها « ويذرون الآخرة » أي : يتركون العمل لها إيثاراً للدنيا عليها . قوله تعالى : { وجوه يومئذ ناضرة } أي : مشرقة بالنعيم { إلى ربها ناظرة } روى عطاء عن ابن عباس قال : إلى الله ناظرة . قال الحسن : حق لها أن تَنْضَر وهي تنظر إلى الخالق ، وهذا مذهب عكرمة . ورؤية الله عز وجل حق لا شك فيها . والأحاديث فيها صحاح ، قد ذكرتُ جملة منها في « المغني » و « الحدائق » . قوله تعالى : { ووجوه يومئذ باسرة } قال ابن قتيبة : أي : عابسة مقطِّبة . قوله تعالى : { تظن } قال الفراء : أي : تعلم ، و « الفاقرة » الداهية . قال ابن قتيبة : إنه من فَقارة الظهر ، كأنها تكسره ، يقال فَقَرْتُ الرجل : إذا كسرتَ فَقارَه ، كما يقال : رَأَسْتُه : إذا ضربتَ رأْسَه . وبَطَنْتُه : إذا ضَرَبْتَ بَطْنَه . قال ابن زيد : والفاقرة : دخول النار . قال ابن السائب : هي أن تُحْجَبَ عن ربها ، فلا تنظر إليه .