Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 34-46)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فإذا جاءت الطامة الكبرى } والطامة : الحادثة التي تطمُ على ما سواها ، أي : تعلو فوقه . وفي المراد بها هاهنا ثلاثة أقوال . أحدها : النفخة الثانية التي فيها البعث . والثاني : أنها حين يقال لأهل النار : قوموا إلى النار . والثالث : أنها حين يساق أهل الجنة إلى الجنة ، وأهل النار إلى النار . قوله تعالى : { يتذكَّر الإنسان ما سعى } أي : ما عمل من خير وشر { وبُرِّزَتِ الجحيم لمن يرى } أي : لأبصار الناظرين . قال مقاتل : يكشف عنها الغطاء فينظر إليها الخلق . وقرأ أبو مجلز ، وابن السميفع « لمن ترى » بالتاء . وقرأ ابن عباس ، ومعاذ القارىء « لمن رأى » بهمزة بين الراء والألف . قوله تعالى : { فأما من طغى } في كفره { وآثر الحياة الدنيا } على الآخرة { فإن الجحيم هي المأوى } قال الزجاج : أي : هي المأوى له . وهذا جواب « فإذا جاءت الطامة » فإن الأمر كذلك . قوله تعالى : { وأما من خاف مقام ربه } قد ذكرناه في سورة [ الرحمن : 46 ] . قوله تعالى : { ونهى النفس عن الهوى } أي : عما تهوى من المحارم . قال مقاتل : هو الرجل يَهُمّ بالمعصية ، فيذكر مقامه للحساب ، فيتركها . قوله تعالى : { يسألونك عن الساعة أيّان مرساها } قد سبق في [ الأعراف : 187 ] { فيم أنت مِن ذِكراها } أي : لست في شيءٍ من علمها وذِكْرِها . والمعنى : إنك لا تعلمها { إلى ربك منتهاها } أي : منتهى علمها { إنما أنت منذر من يخشاها } وقرأ أبو جعفر « منذرٌ » بالتنوين . ومعنى الكلام : إنما أنت مُخَوِّفٌ من يخافها . والمعنى : إنما ينفع إنذارك من يخافها ، وهو المؤمن بها . وأما من لا يخافها فكأنه لم يُنْذَر { كأنهم } يعني : كفار قريش { يوم يرَونها } أي : يعاينون القيامه { لم يلبثوا } في الدنيا . وقيل : في قبورهم { إلا عشية أو ضحاها } أي : قَدْر آخر النهار من بعد العصر ، أو أوله إلى أن ترتفع الشمس . قال الزجاج : والهاء والألف في « ضحاها » عائدان إلى العشية . والمعنى : إلا عشية ، أو ضحى العشية . قال الفراء . فإن قيل : للعشية ضحى ، إنما الضحى لصدر النهار ؟ . فالجواب : أن هذا ظاهر في كلام العرب أن يقولوا : آتيك العشية ، أو غداتَها ، أو آتيك الغداةَ ، أو عَشِيَّتَها ، فتكون العشية في معنى « آخر » ، والغداة في معنى « أول » . أنشدني بعض بني عقيل : @ نَحْنُ صَبَحْنَا عَامِراً في دَارِها عَشِيَّةَ الهِلاَلِ أو سِرارِها @@ أراد : عشية الهلال ، أو عشية سرار العشية ، فهذا أشد من قولهم : آتيك الغداة أو عشيتها .