Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 12-14)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إذ يوحي ربك إلى الملائكة إني معكم } قال الزجاج : { إذ } في موضع نصب ، والمعنى : وليربط إذ يوحي . ويجوز أن يكون المعنى : واذكروا إذ يوحي . قال ابن عباس : وهذا الوحي : إلهام . قوله تعالى : { إلى الملائكة } وهم الذين أمدَّ بهم المسلمين . { أني معكم } بالعون والنصرة . { فثبِّتوا الذين آمنوا } فيه أربعة أقوال . أحدها : قاتلوا معهم ، قاله الحسن . والثاني : بشِّروهم بالنصر ، فكان الملك يسير أمام الصف في صورة الرجل ، ويقول : أبشروا فان الله ناصركم ، قاله مقاتل . والثالث : ثبِّتوهم بأشياء تُلْقُونها في قلوبهم تَقوى بها . ذكره الزجاج . والرابع : صححوا عزائمهم ونياتهم على الجهاد ، ذكره الثعلبي . فأما الرعب : فهو الخوف . قال السائب بن يسار : كنا إذا سألنا يزيد بن عامر السُّوائيَّ عن الرعب الذي ألقاه الله في قلوب المشركين كيف ؟ كان يأخذ الحصى فيرمي به الطَّست فيطِنُّ ، فيقول : كنا نجد في أجوافنا مثل هذا . قوله تعالى : { فاضربوا فوق الأعناق } في المخاطب بهذا قولان . أحدهما : أنهم الملائكة ، قال ابن الأنباري : لم تعلم الملائكة أين تقصد بالضرب من الناس ، فعلَّمهم الله تعالى ذلك . والثاني : أنهم المؤمنون ، ذكره جماعة من المفسرين . وفي معنى الكلام قولان . أحدهما : فاضربوا الأعناق ، و « فوق » صلة ، وهذا قول عطية ، والضحاك ، والأخفش ، وابن قتيبة . وقال أبو عبيدة : « فوق » بمعنى « على » ، تقول : ضربته فوق الرأس ، وضربته على الرأس . والثاني : اضربوا الرؤوس لانها فوق الأعناق ، وبه قال عكرمة . وفي المراد بالبنان ثلاثة أقوال . أحدها : إنه الأطراف ، قاله ابن عباس ، والضحاك . وقال الفراء : علَّمَهم مواضع الضرب ، فقال : اضربوا الرؤوس والأيدي والأرجل . وقال أبو عبيدة ، وابن قتيبة : البنان أطراف الأصابع . قال ابن الأنباري : واكتفى بهذا من جملة اليد والرِّجل . والثاني : أنه كل مَفْصِل ، قاله عطية ، والسدي . والثالث : أنه الأصابع وغيرها من جميع الأعضاء ، والمعنى : أنه أباحهم قتلهم بكل نوع ، هذا قول الزجاج . قال : واشتقاق البنان من قولهم : أبَنَّ بالمكان : إذا أقام به ؛ فالبنان به يُعتمل كلُّ ما يكون للاقامة والحياة . قوله تعالى : { ذلك بأنهم شاقُّوا الله } { ذلك } إشارة إلى الضرب ، { وشاقوا } بمعنى : جانبوا ، فصاروا في شِقٍّ غيرِ شقِّ المؤمنين . قوله تعالى : { ذلكم فذوقوه } خطاب للمشركين ؛ والمعنى : ذوقوا هذا في عاجل الدنيا . وفي فتح « أنَّ » قولان . أحدهما : باضمار فعل ، تقديره : ذلكم فذوقوه واعلموا أن للكافرين . والثاني : أن يكون المعنى : ذلك بأن للكافرين عذاب النار . فاذا ألقيت الباء ، نصبت . وإن شئت ، جعلت « أن » في موضع رفع ، يريد : ذلكم فذوقوه ، وذلكم أن للكافرين عذاب النار ، هذا معنى قول الفراء .