Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 15-16)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً } الزحف : جماعة يزحفون إلى عدوهم ؛ قاله الليث . والتزاحف : التداني والتقارب ، قال الأعشى : @ لِمَنِ الظَّعَائِنُ سَيْرُهُنَّ تَزَحُّف @@ قال الزجاج : ومعنى الكلام : إذا واقفتموهم للقتال فلا تُدبروا { ومن يولِّهم } يوم حربهم { دبره } إلا أن يتحرف ليقاتل ، أو يتحيز إلى فئة ، فـ « متحرِّفاً » و « متحيِّزاً » منصوبان على الحال . ويجوز أن يكون نصبهما على الاستثناء ؛ فيكون المعنى : إلا رجلاً متحرفاً أو متحيزاً . وأصل متحيز : مُتْحَيْوِز ؛ فأدغمت الياء في الواو . قوله تعالى : { ومأواه جهنم } أي : مرجعه إليها ؛ ولا يدل ذلك على التخليد . فصل اختلف العلماء في حكم هذه الآية ، فقال قوم : هذه خاصة في أهل بدر ، وهو مروي عن ابن عباس ، وأبي سعيد الخدري ، والحسن ، وابن جبير ، وقتادة ، والضحاك . وقال آخرون : هي على عمومها في كل منهزم ؛ وهذا مروي عن ابن عباس أيضاً . وقال آخرون : هي على عمومها ، غير أنها نسخت بقوله : { فان يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين } [ الأنفال : 66 ] فليس للمسلمين أن يفروا من مِثلَيهم ، وبه قال عطاء بن أبي رباح . وروى أبو طالب عن أحمد أنه سئل عن الفراء من الزحف ، فقال : لا يفر رجل من رجلين ؛ فان كانوا ثلاثة ، فلا بأس . وقد نُقل نحو هذا عن ابن عباس . وقال محمد بن الحسن : إذا بلغ الجيش اثني عشر ألفاً ، فليس لهم أن يفروا من عدوهم ، وإن كثُر عددهم . ونقل نحو هذا عن مالك ؛ ووجهه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما هُزم قوم إذا بلغوا اثني عشر ألفاً من قلة " إذا صبروا وصدقوا .