Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 65-66)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { حرِّض المؤمنين على القتال } قال الزجاج : تأويله : حُثَّهم . وتأويل التحريض في اللغة : أن يحث الإنسان على الشيء حثاً يعلم معه أنه حارض إن تخلف عنه . والحارض : الذي قد قارب الهلاك . قوله تعالى : { إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين } لفظُ هذا الكلام لفظ الخبر ، ومعناه الأمر ، والمراد : يقاتلوا مائتين ، وكان هذا فرضاً في أول الأمر ، ثم نسخ بقوله : { الآن خفف الله عنكم } ففُرض على الرجل أن يثبت لرجلين ، فان زادوا جاز له الفرار . قال مجاهد : وهذا التشديد كان في يوم بدر . واتفق القراء على قوله { إن يكن منكم } فقرؤوا « يكن » بالياء ، واختلفوا في قوله : { وإن يكن منكم مائةٌ يغلبوا ألفاً } ، وفي قوله : { فان تكن منكم مائةٌ صابرةٌ } فقرأ ابن كثير ، ونافع ، وابن عامر : بالتاء فيهما . وقرأهما : عاصم ، وحمزة ، والكسائي ، بالياء . وقرأ أبو عمرو : « يكن منكم مائة يغلبوا » بالياء ، « فان تكن منكم مائة صابرة » بالتاء . قال الزجاج : من أنَّث ، فللفظ المائة ؛ ومن ذكَّر ، فلأن المائة وقعت على عدد مذكر . وقال أبو علي : من قرأ بالياء ، فلأنه أريد منه المذكر ، بدليل قوله : { يغلبوا } ، وكذلك المائة الصابرة هم رجال ، فقرؤوها بالياء ، لموضع التذكير . فأما أبو عمرو ، فانه لما رأى صفة المائة مؤنثة بقوله : { صابرة } أنث الفعل ، ولما رأى { يغلبوا } مذكراً ، ذكّر . ومعنى الكلام : إن يكن منكم عشرون صابرون يثبتون عند اللقاء ، يغلبوا مائتين ، لأن المؤمنين يحتسبون أفعالهم ، وأهل الشرك يقاتلون على غير احتساب ولا طلب ثواب ، فاذا صَدَقهم المؤمنون القتال لم يثبتوا ؛ وذلك معنى قوله : { لا يفقهون } . قوله تعالى : { وعلم } وروى المفضل « وعُلم » بضم العين { أن فيكم ضُعفاً } بضم الضاد . وقرأ عاصم ، وحمزة : بفتح الضاد . وكذلك خلافهم في [ الروم : 55 ] ، قال الفراء : الضم لغة قريش ، والفتح لغة تميم . قال الزجاج : والمعنى : في القراءتين واحد ، يقال : هو الضَّعف والضُّعف ، والمَكث والمُكث ، والفَقر والفُقر ، وفي اللغة كثير من باب فَعْل وفُعْل ، والمعنى واحد . وقرأ أبو جعفر : « وعلمَ أن فيكم ضُعَفَاءَ » على فُعَلاءَ . فأما قوله : { باذن الله } فهو إعلام بأن الغلبة لا تقع إلا بارادته .