Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 69-70)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فكلوا مما غَنِمتم } قال الزجاج : الفاء للجزاء . والمعنى : قد أحللت لكم الفداء فكلوا . والحلال منصوب على الحال . قال مقاتل : إن الله غفور لما أخذتم من الغنيمة قبل حِلِّها ، رحيم بكم إذْ أحَلَّها لكم . " فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب ، وخبَّاب بنَ الأرتِّ ، يوم بدر على القَبَض ، وقسمها النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، وانطلق بالأسارى ، فيهم العباس ، وعقيل ، ونوفل بن الحارث ابن عبد المطلب . وكان مع العباس يومئذ عشرون أوقية من ذهب ، فلم تحسب له من فدائه ، وكلِّف أن يفدي ابني أخيه ، فأدَّى عنهما ثمانين أوقية من ذهب . وقال النبي صلى الله عليه وسلم « أضعفوا على العباس الفداء » فأخذوا منه ثمانين أوقية ، وكان فداء كل أسير أربعين أوقية : فقال العباس لرسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد تركتني ما حييت أسأل قريشاً بكفَّيَّ . فقال له : « أين الذهب الذي تركته عند أم الفضل » ؟ فقال : أي الذهب ؟ فقال : « إنك قلت لها : إني لا أدري ما يصيبني في وجهي هذا ، فان حدث بي حدث ، فهو لك ولولدك » فقال : ابن أخي ، مَن أخبرك ؟ فقال : « الله أخبرني » فقال العباس : أشهد أنك صادق ، وما علمت أنك رسول الله قبل اليوم ؛ وأمر ابني أخيه فأسلما " وفيهم نزلت : { قل لمن في أيديكم من الأُسارى } الآية . وروى العوفي عن ابن عباس أنها نزلت في جميع من أُسر يوم بدر . وقال ابن زيد : لما بُعِثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجالٌ ، فقالوا : لولا أنَّا نخاف هؤلاء القوم لأسلمنا ، ولكنَّا نشهد أن لا إله إلا الله وأنَّك رسولُ الله . فلما كان يوم بدر ، قال المشركون : لا يتخلف عنا أحد إلا هدمنا داره واستحللنا ماله ، فخرج أولئك القوم ، فقُتلت طائفة منهم وأُسرت طائفة . فأما الذين قُتلوا ، فهم الذين قال الله فيهم : { الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } [ النحل : 28 ] . وأما الذين أُسروا ، فقالوا : يا رسول الله ، أنت تعلم أنا كنا نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، وإنما خرجنا مع هؤلاء خوفاً منهم . فذلك قوله { قل لمن في أيديكم من الأسارى } إلى قوله { عليم حكيم } . فأما قوله : { إن يعلم الله في قلوبكم خيراً } فمعناه : إسلاماً وصدقاً { يؤتكم خيراً مما أُخذ منكم } من الفداء وفيه قولان . أحدهما : أكثر مما أُخذ منكم . والثاني : أحلُّ وأطيب . وقرأ الحسن ، ومجاهد ، وقتادة ، وابن أبي عبلة : « مما أخَذ منكم » بفتح الخاء ، يشيرون إلى الله تعالى وفي قوله : { ويَغْفِرْ لكم } قولان . أحدهما : يغفر لكم كفركم وقتالكم رسول الله ، قاله الزجاج . والثاني : يغفر لكم خروجكم مع المشركين ، قاله ابن زيد في تمام كلامه الأول .