Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 83, Ayat: 1-6)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ويل للمطففين } قال ابن عباس : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلاً ، فأنزل الله تعالى { ويل للمطففين } فأحسنوا الكيل بعد ذلك . وقال السدي : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وبها رجل يقال له : أبو جهينة ، ومعه صاعان ، يكيل بأحدهما ، ويكتال بالآخر ، فأنزل الله هذه الآية . وقد شرحنا معنى « الويل » في [ البقرة : 79 ] . وقال ابن قتيبة : المطفف : الذي لا يوفي الكيل ، يقال : إناء طَفَّانُ : إذا لم يكن مملوءاً . وقال الزجاج : إنما قيل : مطفِّف ، لأنه لا يكاد يسرق في الميزان والمكيال إلا الشيء الطفيف ، وإنما أخذ من طَفَّ الشيء ، وهو جانبه . قوله تعالى : { الذين إذا اكتالوا على الناس } أي : من الناس . فـ « على » بمعنى « من » في قول المفسرين واللغويين . قال الفراء : « على » ، و « من » يعتقبان في هذا الموضع ، لأنك إذا قلت : اكتلت عليك ، فكأنك قلت : أخذت ما عليك ، [ كيلاً ] ، وإذا قلت : اكتلت منك ، فهو كقولك : استوفيت منك . [ كيلاً ] . قال الزجاج : المعنى : إذا اكتالوا من الناس استوفوا عليهم الكيل ، وكذلك إذا اتَّزنوا ، ولم يَذْكُرْ « إذا اتَّزنوا » ، لأن الكيل والوزن بهما الشراء والبيع فيما يُكَال ويُوزَن ، فأحدهما يدل على الآخر { وإذا كالوهم } أي : كالوا لهم { أو وزنوهم } أي : وزنوا لهم { يُخسِرون } أي : ينقصون في الكيل ، والوزن . فعلى هذا لا يجوز أن يقف على « كالوا » ومِنَ الناس من يجعل « هم » توكيداً لما كالوا ، ويجوز أن يقف على « كالوا » والاختيار الأول . قال الفراء : سمعت أعرابية تقول : إذا صدر الناس أتينا التاجر ، فيكليلنا المدَّ والمدِّين إلى الموسم المقبل . قوله تعالى : { ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ؟ ! } قال الزجاج : المعنى : لو ظنوا أنهم يُبْعَثُون ما نقصوا في الكيل والوزن { ليوم عظيم } يعني به يوم القيامة { يوم يقوم الناس } منصوب بقوله تعالى « مبعوثون » . قال المفسرون : والظن هاهنا بمعنى العلم واليقين . ومعنى : يقوم الناس ، أي : من قبورهم { لرب العالمين } أي : لأمره ، أو لجزائه وحسابه ، وقيل : يقومون بين يديه لفصل القضاء . وفي « الصحيحين » من حديث ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : في هذه الآية : " يقوم أحدهم في رَشَحِهِ إلى أنصاف أذنيه " وقال كعب : يقفون ثلاثمائة عام . قال مقاتل : وذلك إذا خرجوا من قبورهم .