Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 83, Ayat: 29-36)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إن الذين أجرموا } أي : أشركوا { كانوا من الذين آمنوا } يعني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مثل عمَّار ، وبلال ، وخبَّاب وغيرهم { يضحكون } على وجه الإستهزاء بهم { وإذا مرُّوا } يعني : المؤمنين { بهم } أي : بالكفار { يتغامزون } أي : يشيرون بالجفن والحاجب استهزاءً بهم { وإذا انقلبوا } يعني الكُفار { إلى أهلهم انقلبوا فكهين } أي : متعجِّبين بما هم فيه يتفكَّهون بذكرهم . وقرأ أبو جعفر ، وحفص عن عاصم ، وعبد الرزاق عن ابن عامر « فكهين » بغير ألف . وقد شرحنا معنى القراءتين في [ يس : 55 ] { وإذا رأَوْهم } أي : رأَوْا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم { قالوا إن هؤلاء لضالون } يقول الله تعالى { وما أُرسلوا } يعني الكفار { عليهم } أي : على المؤمنين { حافظين } يحفظون أعمالهم عليهم ، أي : لم يُوَكَّلوا بحفظ أعمالهم { فاليوم } يعني : في الآخرة { الذين آمنوا من الكفار يضحكون } إذا رَأَوْهم يعذَّبون في النار . قال أبو صالح : يقال لأهل النار وهم فيها : اخرجوا ، وتفتح لهم أبوابها ، فإذا أقبلوا يريدون الخروج ، غُلِّقت أبوابها دونهم . والمؤمنون . { على الأرآئك ينظرون } إلى عذاب عدوِّهم . قال مقاتل : لكل رجل من أهل الجنة ثلمة ينظرون إلى أعداء الله كيف يعذَّبون . فيحمدون الله على ما أكرمهم به ، فهم يكلِّمون أهل النار ويكلمونهم إلى أن تطبق النار على أهلها ، فتسد حينئذ الكوى . قوله تعالى : { هل ثُوِّب الكفار } وقرأ حمزة ، والكسائي ، وهارون عن أبي عمرو « هل ثوب » بإدغام اللام . أي : هل جوزوا وأُثيبوا على استهزائهم بالمؤمنين في الدنيا ؟ وهذا الإستفهام بمعنى التقرير .