Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 87, Ayat: 14-19)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قد أفلح } قال الزجاج : أي : صادف البقاء الدائم ، والفوز { مَنْ تزكى } فيه خمسة أقوال . أحدها : من تطهَّر [ من ] الشرك بالإيمان ، قاله ابن عباس . والثاني : من أعطى صدقة الفطر ، قاله أبو سعيد الخدري ، وعطاء ، وقتادة . والثالث : من كان عمله زاكياً ، قاله الحسن ، والربيع . والرابع : أنها زكوات الأموال كلّها ، قاله أبو الأحوص . والخامس : تكثَّر بتقوى الله . ومعنى الزاكي : النامي الكثير ، قاله الزجاج . قوله تعالى : { وذكر اسم ربه } قد سبق بيانه [ الأحزاب : 31 ] . وفي قوله تعالى : { فصلَّى } ثلاثة أقوال . أحدها : أنها الصلوات الخمس ، قاله ابن عباس ، ومقاتل . والثاني : صلاة العيدين ، قاله أبو سعيد الخدري . والثالث : صلاة التطوع ، قاله أبو الأحوص . والقول قول ابن عباس في الآيتين ، فإن هذه السورة مكية بلا خلاف ، ولم يكن بمكة زكاة ، ولا عيد . قوله تعالى : { بل تؤثرون الحياة الدنيا } قرأ أبو عمرو ، وابن قتيبة ، وزيد عن يعقوب « بل يؤثرون » بالياء ، والباقون بالتاء ، واختار الفراء والزجاج التاء ، لأنها رويت عن أُبَيِّ بن كعب : « بل أنتم تؤثرون » . فإن أريد بذلك الكفار ، فالمعنى : أنهم يؤثرون الدنيا على الآخرة ، لأنهم لا يؤمنون بها . وإن أريد به المسلمون ، فالمعنى : يؤثرون الاستكثار من الدنيا على الاستحسان من الثواب . قال ابن مسعود : إن الدنيا عجِّلت لنا ، وإن الآخرة نُعِتَتْ لنا ، وزويت عنا ، فأخذنا بالعاجل [ وتركنا الآجل ] . قوله تعالى : { والآخرة خير لك } يعني الجنة أفضل { وأبقى } أي : أدوم من الدنيا . { إن هذا لفي الصحف الأولى } في المشار إليه أربعة أقوال . أحدها : أنه قوله تعالى { والآخرة خير وأبقى } قاله قتادة . والثاني : هذه السورة ، قاله عكرمة ، والسدي . والثالث : أنه لم يرد [ أن معنى ] السورة [ في الصحف الأولى ] ، ولا الألفاظ بعينها ، وإنما أراد أن الفلاح لمن تزكى وذكر اسم ربه فصلى ، في الصحف الأولى ، كما هو في القرآن ، قاله ابن قتيبة . والرابع : أنه من قوله تعالى : { قد أفلح من تزكى } ، إلى قوله : { وأبقى } قاله ابن جرير . ثم بين الصحف الأولى ما هي ، فقال : { صحف إبراهيم وموسى } وقد فسرناها في [ النجم : 36 ] .