Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 87, Ayat: 1-13)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وفي معنى { سبح } خمسة أقوال . أحدها : قل سبحان ربي الأعلى ، قاله الجمهور . والثاني : عَظِّم . والثالث : صَلِّ بأمر ربك ، روي القولان عن ابن عباس . والرابع : نَزِّه ربك عن السوء ، قاله الزجاج . والخامس : نَزِّه اسم ربك وذكرك إياه أن تذكره وأنت معظم له ، خاشع له ، ذكره الثعلبي . وفي قوله تعالى : { اسم ربك } قولان . أحدهما : أن ذكر الاسم صلة ، كقول لبَيد بن ربيعة : @ إلى الحَوْلِ ثُمَّ اسْمُ السَّلامِ عَلَيْكُما وَمَنْ يَبْكِ حَوْلاً كاملاً فَقَد اعْتَذَرْ @@ والثاني : أنه أصلي . وقال الفراء : [ سبح ربك ، و ] سبح اسم ربك سواء في كلام العرب . قوله تعالى : { الذي خلق فسوَّى } أي : فعدَّل الخلق . وقد أشرنا إلى هذا المعنى في [ الإنفطار : 7 ] { والذي قَدّر } قرأ الكسائي وحده « قَدَر » بالتخفيف { فهدى } فيه سبعة أقوال . أحدها : قدَّر الشقاوة والسعادة ، وهدى للرشد والضلالة ، قاله مجاهد . والثاني : جعل لكل دابة ما يصلحها وهداها إليه ، قاله عطاء . والثالث : قَدَّر مدة الجنين في الرحم ثم هداه للخروج ، قاله السدي . والرابع : قَدَّرهم ذكوراً وإناثاً ، وهدى الذكر لإتيان الأنثى ، قاله مقاتل . والخامس : أن المعنى : قدَّر فهدى وأضل ، فحذف « وأضل » ، لأن في الكلام دليلاً على ذلك ، حكاه الزجاج . والسادس : قَدَّر الأرزاق ، وهدى إلى طلبها . والسابع : قَدَّر الذنوب ، وهدى إلى التوبة ، حكاهما الثعلبي . قوله تعالى : { والذي أخرج المرعى } أي : أنبت العشب ، وما ترعاه البهائم { فجعله } بعد الخضرة { غُثَاءً } قال الزجاج ، أي : جفَّفه حتى جعله هشيماً جافاً كالغثاء الذي تراه فوق ماء السيل . وقد بينا هذا في سورة [ المؤمنين : 41 ] فأما قوله تعالى : { أحوى } فقال الفراء : الأحوى : الذي قد اسود عن القِدَم ، والعتق ، ويكون أيضاً : أخرج المرعى أحوى : أسود من الخضرة ، فجعله غثاءً كما قال تعالى : { مدهامتان } [ الرحمن : 64 ] . قوله تعالى : { سنقرئك فلا تنسى } قال مقاتل : سنعلِّمك القرآن ، ونجمعه في قلبك فلا تنساه أبداً . قوله تعالى : { إلا ما شاء الله } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : إلا ما شاء الله أن ينسخه فتنساه ، قاله الحسن ، وقتادة . والثاني : إلا ما شاء الله أن تنسى شيئاً ، فإنما هو كقوله تعالى : { خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إِلا ما شاء ربك } [ هود : 107 ] فلا يشاء . قوله تعالى : { إنه يعلم الجهر } من القول والفعل { وما يخفى } منهما { ونيسِّرك لليسرى } أي : نُسهِّل عليك عمل الخير { فذكِّر } أي : عظ أهل مكة { إن نفعت الذكرى } وفي « إن » ثلاثة أقوال . أحدها : أنها الشرطية ، وفي معنى الكلام قولان ، أحدهما : إن قُبِلَتْ الذكرى ، قاله يحيى ابن سلام . والثاني : إن نفعت وإن لم تنفع ، قاله علي بن أحمد النيسابوري . والثاني : أنها بمعنى « قد » فتقديره : قد نفعت الذكرى ، قاله مقاتل . والثالث : أنها بمعنى « ما » فتقديره : فذكر ما نفعت الذكرى ، حكاه الماوردي . قوله تعالى : { سيذكَّر } سيتعظ بالقرآن { من يخشى ويتجنبها } ويتجنب الذكرى { الأشقى الذي يصلى النار الكبرى } أي : العظيمة الفظيعة لأنها أشد من نار الدنيا { ثم لا يموت فيها } فيستريح { ولا يحيى } حياة تنفعه . وقال ابن جرير : تصير نفس أحدهم في حلقه ، فلا تخرج فتفارقه فيموت ، ولا ترجع إلى موضعها من الجسم فيحيا .