Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 88, Ayat: 1-7)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { هل أتاك } أي : قد أتاك ، قاله قطرب . وقال الزجاج : والمعنى : هذا لم يكن من علمك ولا من علم قومك . وفي « الغاشية » قولان . أحدهما : أنها القيامة تغشى الناس بالأهوال ، قاله ابن عباس ، والضحاك ، وابن قتيبة . والثاني : أنها النار تغشى وجوه الكفار ، قاله سعيد بن جبير ، والقرظي ، ومقاتل . قوله تعالى : { وجوه يومئذ خاشعة } أي : ذليلة وفيها قولان . أحدهما : أنها وجوه اليهود والنصارى ، قاله ابن عباس . والثاني : أنه جميع الكفار ، قاله يحيى بن سلام . قوله تعالى : { عاملة ناصبة } فيه أربعة أقوال . أحدها : أنهم الذين عملوا ونصبوا في الدنيا على غير دين الإسلام ، كعبدة الأوثان ، وكفَّار أهل الكتاب ، مثل الرهبان وغيرهم ، رواه عطاء عن ابن عباس . والثاني : أنهم الرهبان ، وأصحاب الصوامع ، رواه أبو الضحى عن ابن عباس ، وبه قال سعيد بن جبير ، وزيد بن أسلم . والثالث : عاملة ناصبة في النار بمعالجة السلاسل والأغلال ، لأنها [ لم ] تعمل لله في الدنيا ، فأعملها وأنصبها في النار ، وروى هذا المعنى العوفي عن ابن عباس ، وبه قال الحسن . وقال قتادة : تكبَّرت في الدنيا عن طاعة الله ، فأعملها وأنصبها في النار بالانتقال من عذاب إلى عذاب . قال الضحاك : يُكلِّفون ارتقاء جبل في النار . وقال ابن السائب : يَخِرُّون على وجوههم في النار . وقال مقاتل : عاملة في النار تأكل من النار ، ناصبة للعذاب . والرابع : عاملة في الدنيا بالمعاصي ناصبة في النار يوم القيامة ، قاله عكرمة ، والسدي . والكلام هاهنا على الوجوه ، والمراد أصحابها . وقد بينا معنى « النصب » في قوله تعالى : { لا يمسهم فيها نصب } [ الحجر : 48 ] . قوله تعالى : { تصلى ناراً حامية } قرأ أهل البصرة وعاصم إلا حفصاً « تُصْلَى » بضم التاء . والباقون بفتحها . قال ابن عباس : قد حميت فهي تتلظى على أعداء الله ، { تسقى من عين آنية } ، أي : متناهية في الحرارة . قال الحسن : وقد [ أوقدت ] عليها جهنم منذ خلقت ، فدفعوا إليها [ وِرْداً ] عطاشاً . قوله تعالى : { ليس لهم طعام إلا من ضريع } فيه ستة أقوال . أحدها : أنه نبت ذو شوك لا طىءٍ بالأرض ، وتسميه قريش « الشِّبْرِق » فإذا هاج سموه : ضريعاً ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد ، وعكرمة ، وقتادة . والثاني : أنه شجر من نار ، رواه الوالبي عن ابن عباس . والثالث : أنها الحجارة ، قاله ابن جبير . والرابع : أنه السَّلَم ، قاله أبو الجوزاء . والخامس : أنه في الدنيا : الشوك اليابس الذي ليس له ورق ، وهو في الآخرة شوك من نار ، قاله ابن زيد . والسادس : أنه طعام يضرعون إلى الله تعالى منه ، قاله ابن كيسان . قال المفسرون : لما نزلت هذه الآية قال المشركون : إن إبلنا لتسمن على الضريع ، فأنزل الله تعالى { لا يسمن ولا يغني من جوع } وكُذِّبوا ، فإن الإبل إنما ترعاه ما دام رطباً ، وحينئذ يسمَّى شِبْرِقاً ، لا ضريعاً ، فإذا يبس يسمى : ضريعاً لم يأكله شيء . فإن قيل : إنه قد أخبر في هذه الآية : « ليس لهم طعام إلا من ضريع » وفي مكان آخر { ولا طعامٌ إلا من غسلين } [ الحاقة : 36 ] فكيف الجمع بينهما ؟ . فالجواب : أن النار دركات ، وعلى قدر الذنوب تقع العقوبات ، فمنهم من طَعامُهُ الزَّقُّوم ، [ ومنهم ] مَنْ طعامه غِسْلين ، ومنهم من شرابه الحميم ، ومنهم مَنْ شَرَابُهُ الصَّديد . قاله ابن قتيبة .