Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 100-100)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { والسابقون الأوَّلون } فيهم ستة أقوال . أحدها : أنهم الذين صلوا إلى القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله أبو موسى الأشعري ، وسعيد بن المسيب ، وابن سيرين ، وقتادة . والثاني : أنهم الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان ، وهي الحديبية ، قاله الشعبي . والثالث : أنهم أهل بدر ، قاله عطاء بن أبي رباح . والرابع : أنهم جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حصل لهم السبق بصحبته . قال محمد بن كعب القرظي : إن الله قد غفر لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وأوجب لهم الجنة محسنِهم ومسيئهم في قوله : { والسابقون الأولون } . والخامس : أنهم السابقون بالموت والشهادة ، سبقوا إلى ثواب الله تعالى ، وذكره الماوردي . والسادس : أنهم الذين أسلموا قبل الهجرة ، ذكره القاضي أبو يعلى . قوله تعالى : { من المهاجرين والأنصار } قرأ يعقوب « والأنصارُ » برفع الراء . قوله تعالى : { والذين اتَّبعوهم باحسان } من قال : إن السابقين جميع الصحابة ، جعل هؤلاء تابعي الصحابة ، وهم الذين لم يصحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد روي عن ابن عباس أنه قال : والذين اتَّبعوهم باحسان إلى أن تقوم الساعة . ومن قال : هم المتقدمون من الصحابة ، قال : هؤلاء تبعوهم في طريقهم ، واقتدَوْا بهم في أفعالهم ، ففضِّل أولئك بالسبق ، وإن كانت الصحبة حاصلة للكل . وقال عطاء : اتباعهم إياهم باحسان : أنهم يذكرون محاسنهم ويترحَّمون عليهم . قوله تعالى : { تجري تحتَها الأنهار } قرأ ابن كثير : « من تحتها » فزاد « من » وكسر التاء الثانية . قوله تعالى : { رضي الله عنهم } يعم الكل . قال الزجاج : رضي الله أفعالهم ، ورضوا ما جازاهم به .