Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 117-117)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { لقد تاب الله على النبي } قال المفسرون : تاب عليه من إذنه للمنافقين في التخلُّف . وقال أهل المعاني : هو مفتاح كلام ، وذلك أنه لما كان سببَ توبة التائبين ، ذُكر معهم ، كقوله : { فإنَّ لله خُمُسَهُ وللرسول } [ الأنفال : 41 ] . قوله تعالى : { الذين اتبعوه في ساعة العسرة } قال الزجاج : هم الذين اتبعوه في غزوة تبوك ، والمراد بساعة العسرة : وقت العسرة ، لأن الساعة تقع على كل الزمان ، وكان في ذلك الوقت حرٌّ شديدٌ ، والقوم في ضيقة شديدة ، كان الجمل بين جماعة يعتقبون عليه ، وكانوا في فقر ، فربما اقتسم التمرة اثنان ، وربما مص التمرة الجماعة ليشربوا عليها الماء ، وربما نحروا الإبل فشربوا من ماء كروشها من الحر . " وقيل لعمر بن الخطاب : حدثنا عن ساعة العسرة ، فقال : خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد ، فنزلنا منزلاً أصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستتقطع ، حتى إن الرجل ليذهب يلتمس الماء ، فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستنقطع ، وحتى إن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ، ويجعل ما بقي على كبده . فقال أبو بكر : يا رسول الله ، إن الله قد عوَّدك في الدعاء خيراً ، فادع لنا ، قال : « تحب ذلك » ؟ قال : نعم . فرفع يديه ، فلم يرجعهما حتى قالت السماء ، فملؤوا ما معهم ، ثم ذهبنا ننظر ، فلم نجدها جاوزت العسكر " . قوله تعالى : { من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم } قرأ حمزة ، وحفص عن عاصم : « كاد يزيغ » بالياء . وقرأ الباقون بالتاء . وفي معنى الكلام ثلاثة أقوال . أحدها : تميل إلى التخلف عنه ، وهم ناس من المسلمين هَمُّوا بذلك ، ثم لحقوه ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : أن القلوب مالت إلى الرجوع للشدة التي لقوها ، ولم تَزِغ عن الإيمان ، قاله الزجاج . والثالث : أن القلوب كادت تزيغ تلفاً بالجهد والشدة ، ذكره الماوردي . قوله تعالى : { ثم تاب عليهم } كرر ذكر التوبة ، لأنه ليس في ابتداء الآية ذكر ذنبهم ، فقدم ذِكر التوبة فضلاً منه ، ثم ذكر ذنبه ، ثم أعاد ذِكر التوبة .