Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 118-118)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وعلى الثلاثة الذين خُلِّفُوا } وقرأ أبو رزين ، وأبو مجلز ، والشعبي ، وابن يعمر : « خالفوا » بألف . وقرأ معاذ القارىء ، وعكرمة ، وحميد : « خَلَفُوا » بفتح الخاء واللام المخففة . وقرأ أبو الجوزاء ، وأبو العالية : « خَلَّفوا » بفتح الخاء واللام مع تشديدها . وهؤلاء هم المرادون بقوله : { وآخرون مُرجَوْنَ } وقد تقدَّمت أسماؤهم [ التوبة : 106 ] وفي معنى « خُلّفوا » قولان . أحدهما : خُلِّفوا عن التوبة ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، فيكون المعنى : خُلِّفوا عن توبة الله على أبي لبابة وأصحابه إذ لم يخضعوا كما خضع أولئك . والثاني : خُلِّفوا عن غزوة تبوك ، قاله قتادة . وحديثهم مندرج في توبة كعب بن مالك ، وقد رويتها في كتاب « الحدائق » . قوله تعالى : { حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحُبت } أي : ضاقت مع سَعَتها ، وذلك أن المسلمين مُنعوا من معاملتهم وكلامهم ، وأُمروا باعتزال أزواجهم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم مُعرِضاً عنهم . { وضاقت عليهم أنفسهم } بالهمِّ والغمِ . { وظنوا } أي : أيقنوا { أن لا ملجأ } أي : لا معتصَم من الله ومن عذابه إلا هو . { ثم تاب عليهم } أعاد التوبة تأكيداً ، { ليتوبوا } قال ابن عباس : ليستقيموا وقال غيره : وفَّقهم للتوبة ليدوموا عليها ولا يرجعوا إلى ما يبطلها . وسئل بعضهم عن التوبة النصوح ، فقال : أن تضيق على التائب الارضُ ، وتضيق عليه نفسه ، كتوبة كعب وصاحبيه .