Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 123-126)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قاتلوا الذين يلونكم من الكفار } قد أُمر بقتال الكفار على العموم ، وإنما يُبتدَأ بالأقرب فالأقرب . وفي المراد بمن يليهم خمسة أقوال . أحدها : أنهم الروم ، قاله ابن عمر . والثاني : قريظة ، والنضير ، وخيبر ، وفدك ، قاله ابن عباس . والثالث : الديلم ، قاله الحسن . والرابع : العرب ، قاله ابن زيد . والخامس : أنه عام في قتال الأقرب فالأقرب ، قاله قتادة . وقال الزجاج : في هذه الآية دليل على أنه ينبغي أن يقاتل أهل كل ثغر الذين يلونهم . قال : وقيل كان النبي صلى الله عليه وسلم ربما تخطَّى في حربه الذين يلونه من الأعداء ليكون ذلك أهْيَبَ له ، فأُمر بقتال من يليه ليُستَنَّ بذلك . وفي الغلظة ثلاث لغات : غِلظة ، بكسر الغين ؛ وبها قرأ الأكثرون . وغَلظة ، بفتح الغين ، رواها جبلة عن عاصم . وغُلظة بضم الغين ، رواها المفضل عن عاصم . ومثلها : جِذوة وجَذوة وجُذوة ، ووِجنة ووَجنة ووُجنة ، ورِغوة ورَغوة ورُغوة ، ورِبوة ورَبوة ورُبوة ، وقِسوة وقَسوة وقُسوة ، وإِلوة وأَلوة وأُلوة ، في اليمين . وشاة لِجْبة ولَجْبة ولُجْبة : قد ولىَّ لبنها . قال ابن عباس في قوله « غلظة » . شجاعة وقال مجاهد : شدة . قوله تعالى : { فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إِيماناً } هذا قول المنافقين بعضهم لبعض استهزاءً بقول الله تعالى . { فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً } لأنهم إذا صدَّقوا بها وعملوا بما فيها . زادتهم إيماناً . { وهم يستبشرون } أي : يفرحون بنزولها . { وأما الذين في قلوبهم مرض } أي : شك ونفاق . وفي المراد بالرجس ثلاثة أقوال . أحدها : الشك ، قاله ابن عباس . والثاني : الإثم ، قاله مقاتل . والثالث : الكفر ، لأنهم كلما كفروا بسورة زاد كفرهم ، قاله الزجاج . قوله تعالى : { أولا يرون } يعني المنافقين . وقرأ حمزة : « أولا ترون » بالتاء على الخطاب للمؤمنين . وفي معنى { يُفتَنُون } ثمانية أقوال . أحدها : يكذبون كذبة أو كذبتين يُضلِّون بها ، قاله حذيفة بن اليمان . والثاني : ينافقون ثم يؤمنون ثم ينافقون ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . والثالث : يُبْتَلَوْنَ بالغزو في سبيل الله ، قاله الحسن ، وقتادة . والرابع : يُفْتَنون بالسَّنَة والجوع ، قاله مجاهد . والخامس : بالأوجاع والأمراض ، قاله عطية . والسادس : يَنقضُون عهدهم مرة أو مرتين ، قاله يمان . والسابع : يكفرون ، وذلك أنهم كانوا إذا أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بما تكلَّموا به إذ خَلَوْا ، علموا أنه نبي ، ثم يأتيهم الشيطان فيقول : إنما بلغه هذا عنكم ، فيشركون ، قاله مقاتل بن سليمان . والثامن : يُفضَحون باظهار نفاقهم ، قاله مقاتل بن حيان . قوله تعالى : { ثم لا يتوبون } أي : من نفاقهم . { ولا هُمْ يذَّكَّرونَ } أي : يعتبرون ويتَّعظون .