Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 2-2)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فسيحوا في الأرض } أي : انطلقوا فيها آمنين لا يقع بكم مِنَّا مكروه . إن قال قائل : هذه مخاطبة شاهد ، والآية الأولى إخبار عن غائب ، فعنه جوابان . أحدهما : أنه جائز عند العرب الرجوع من الغيبة إلى الخطاب . قال عنترة : @ شَطَّتْ مَزارُ العاشِقينَ فأصبَحتْ عَسِراً عليَّ طِلابُكِ ابنةَ مَخْرَمِ @@ هذا قول أبي عبيدة . والثاني : أن في الكلام إضماراً ، تقديره : فقل لهم سيحوا في الارض ، أي : اذهبوا فيها ، وأقبلوا ، وأدبروا ، وهذا قول الزجاج . واختلفوا . فيمن جُعلت له هذه الأربعة الأشهر على أربعة أقوال . أحدها : أنها أمان لأصحاب العهد ، فمن كان عهده أكثر منها ، حُطَّ إليها ، ومن كان عهده أقل منها ، رفع إليها ، ومن لم يكن له عهد ، فأجله انسلاخ المحرَّم خمسون ليلة ، قاله ابن عباس ، وقتادة ، والضحاك . والثاني : أنها للمشركين كافَّةً ، مَنْ له عهد ، ومَنْ ليس له عهد ، قاله مجاهد ، والزهري ، والقرظي . والثالث : أنها أجل لمن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آمنه أقلَّ من أربعة أشهر ، أو كان أمانه غير محدود ؛ فأما من لا أمان له ، فهو حرب ، قاله ابن إِسحاق . والرابع : أنها أمان لمن لم يكن له أمان ولا عهد ؛ فأما أرباب العهود ، فهم على عهودهم إلى حين انقضاء مُددهم ، قاله ابن السائب . ويؤكده ما روي : أن علياً نادى يومئذ : ومَن كان بينه وبين رسول الله عهد ، فعهده إلى مدَّته . وفي بعض الألفاظ : فأجله أربعة أشهر . واختلفوا في مدة هذه الأربعة الأشهر على أربعة أقوال . أحدها : أنها الأشهر الحرم ، رجب ، وذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، قاله ابن عباس . والثاني : أن أولها يوم الحج الأكبر ، وهو يوم النحر ، وآخرها العاشر من ربيع الآخر ، قاله مجاهد ، والسدي ، والقرظي . والثالث : أنها شوال ، وذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، لأن هذه الآية نزلت في شوال ، قاله الزهري . قال أبو سليمان الدمشقي : وهذا أضعف الأقوال ، لأنه لو كان كذلك ، لم يجز تأخير إعلامهم به إلى ذي الحجة ، إذ كان لا يلزمهم الأمر إلا بعد الإعلام . والرابع : أن أولها العاشر من ذي القعدة ، وآخرها العاشر من ربيع الأول ، لأن الحج في تلك السنة كان في ذلك اليوم ، ثم صار في السنة الثانية في العشر من ذي الحجة ، وفيها حج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : " إن الزمان قد استدار " ذكره الماوردي . قوله تعالى : { واعلموا أنكم غير معجزي الله } أي : وإن أُجِّلْتُمْ هذه الأربعة الأشهر فلن تفوتوا الله . قوله تعالى : { وأن الله مخزي الكافرين } قال الزجاج : الأجود : فتح { أن } على معنى : اعلموا أن ، ويجوز كسرها على الاستئناف ، وهذا ضمان من الله نصرة المؤمنين على الكافرين .