Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 39-39)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إلا تنفروا يعذبكم } سبب نزولها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حثَّهم على غزو الروم تثاقلوا ، فنزلت هذه الآية ، قاله ابن عباس . وقال قوم : هذه خاصة فيمن استنفره رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينفر . قال ابن عباس : استنفر رسول الله صلى الله عليه وسلم حياً من العرب فتثاقلوا عنه ، فأُمسك عنهم المطر فكان عذابهم . وفي قوله : { ويستبدلْ قوماً غيركم } وعيد شديد في التخلُّف عن الجهاد ، وإعلام بأنه يستبدل لنصر نبيه قوماً غير متثاقلين . ثم أعلمهم أنهم إن تركوا نصره لم يضروه ، كما لم يضرُرْه ذلك إذْ كان بمكة . وفي هاء « تضرُّوه » قولان : أحدهما : أنها ترجع إلى الله ، والمعنى : لا تضروا الله بترك النفير ، قاله الحسن . والثاني : أنها ترجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالمعنى : لا تضروه بترك نصره ، قاله الزجاج . فصل وقد روي عن ابن عباس ، والحسن ، وعكرمة ، قالوا : نُسخ قوله : { إلا تنفروا يعذْبكم عذاباً أليماً } بقوله : { وما كان المؤمنون لينفروا كافة } [ التوبة : 122 ] ، وقال أبو سليمان الدمشقي : ليس هذا من المنسوخ ، إذ لا تنافي بين الآيتين ، وإنما حكم كل آية قائم في موضعها . وذكر القاضي أبو يعلى عن بعض العلماء أنهم قالوا : ليس هاهنا نسخ ، ومتى لم يقاوم أهل الثغور العدوَّ ، ففرضٌ على الناس النفير إليهم ، ومتى استغنَوا عن إعانة مَن وراءهم ، عُذر القاعدون عنهم . وقال قوم هذا في غزوة تبوك ، ففُرِض على الناس النفير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .