Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 41-41)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { انفروا خفافاً وثقالاً } سبب نزولها أن المقداد جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان عظيماً سميناً ، فشكا إليه وسأله أن يأذن له ، فنزلت هذه الآية ، قاله السدي . وفي معنى { خفافاً وثقالاً } أحد عشر قولاً . أحدها : شيوخاً وشباباً ، رواه أنس عن أبي طلحة ، وبه قال الحسن ، والشعبي ، وعكرمة ، ومجاهد ، وأبو صالح ، وشَمْرُ بن عطية ، وابن زيد في آخرين . والثاني : رجّالةً وركباناً ، رواه عطاء عن ابن عباس ، وبه قال الأوزاعي . والثالث : نِشاطاً وغير نِشاط ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وبه قال قتادة ، ومقاتل . والرابع : أغنياء وفقراء ، روي عن ابن عباس . ثم في معنى هذا الوجه قولان . أحدهما : أن الخفاف : ذوو العسرة وقلَّة العيال ، والثقال : ذوو العيال والميسرة ، قاله الفراء . والثاني : أن الخفاف : أهل الميسرة والثقال : أهل العسرة ، حكي عن الزجاج . والخامس : ذوي عيال ، وغير عيال . قاله زيد بن أسلم . والسادس : ذوي ضياع ، وغير ذوي ضياع ، قاله ابن زيد . والسابع : ذوي أشغال ، وغير ذوي أشغال ، قاله الحكم . والثامن : أصحَّاء ، ومرضى قاله مرة الهمداني ، وجويبر . والتاسع : عزَّاباً ، ومتأهِّلين ، قاله يمان بن رياب . والعاشر : خفافاً إلى الطاعة ، وثقالاً عن المخالفة ، ذكره الماوردي . والحادي عشر : خفافاً من السلاح ، وثقالاً بالاستكثار منه ، ذكره الثعلبي . فصل روى عطاء الخراساني عن ابن عباس ان هذه الآية منسوخة بقوله : { وما كان المؤمنون لينفروا كافَّة } [ التوبة : 122 ] وقال السدي : نسخت بقوله : { ليس على الضعفاء ولا على المرضى } [ التوبة : 91 ] . قوله تعالى : { وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم } قال القاضي أبو يعلى : أوجب الجهاد بالمال والنفس جميعاً ، فمن كان له مال وهو مريض أو مقعد أو ضعيف لا يصلح للقتال ، فعليه الجهاد بماله ، بأن يعطيه غيره فيغزو به ، كما يلزمه الجهاد بنفسه إذا كان قوياً . وإن كان له مال وقوَّة ، فعليه الجهاد بالنفس والمال . ومن كان معدماً عاجزاً ، فعليه الجهاد بالنصح لله ورسوله ، لقوله : { ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله } [ التوبة : 91 ] . قوله تعالى : { ذلكم خير لكم } فيه قولان . أحدهما : ذلكم خير الجهاد لكم من تركه والتثاقل عنه . والثاني : ذلكم الجهاد خير حاصل لكم { إن كنتم تعلمون } مالكم من الثواب .