Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 71-72)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } أي : بعضهم يوالي بعضاً ، فهم يد واحدة ، يأمرون بالإيمان ، وينهون عن الكفر . قوله تعالى : { في جنات عدن } قال أبو عبيدة : في جنات خُلْد ، يقال : عَدَن فلان بأرض كذا ، أي : أقام ؛ ومنه : المْعِدنُ ، وهو في مَعْدِن صدق ، أي : في أصل ثابت . قال الأعشى : @ وإن تَستضيفوا إلى حِلْمه تُضافوا إلى راجح قد عَدَن @@ أي : رزين لا يُستخف . قال ابن عباس : جنات عدن ، هي بُطنان الجنة ، وبُطنانها : وسطها ، وهي أعلى درجة في الجنة ، وهي دار الرحمن عز وجل ، وسقفها عرشه ، خلقها بيده ، وفيها عين التسنيم ، والجنان حولها محدقة بها . قوله تعالى : { ورضوان من الله أكبر } قال ابن عباس : أكبر مما يوصف . وقال الزجاج : أكبر مما هم فيه من النعيم . فان قيل : لم كان الرضوان أكبر من النعيم ؟ فعنه جوابان . أحدهما : أن سرور القلب برضى الرب نعيم يختص بالقلب ، وذاك أكبر من نعيم الأكل والشرب . وفي حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يقول الله عز وجل لأهل الجنة : يا أهل الجنة ، هل رضيتم ؟ فيقولون : ربنا ومالنا لا نرضى ، وقد أعطيتنا مالم تعط أحداً من خلقك ، فيقول : أفلا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ فيقولون : وأي شيء أفضل من ذلك ؟ قال : أُحل عليكم رضواني ، فلا أسخط عليكم أبداً " . والثاني : أن الموجِب للنعيم الرضوان ، والموجَب ثمرة الموجِب ، فهو الأصل .