Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 80-80)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { استغفرْ لهم أو لا تستغفرْ لهم } سبب نزولها : " أنه لما نزل وعيد اللامزين قالوا : يا رسول الله استغفر لنا ، فنزلت هذه الآية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سوف أستغفر لهم أكثر من سبعين ، لعل الله يغفر لهم فنزل قوله : { سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم } [ المنافقون : 6 ] " ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . وظاهر قوله : « استغفر لهم » الأمر ، وليس كذلك ؛ إنما المعنى : إن استغفرت ، وإن لم تستغفر ، لا يُغفَر لهم ، فهو كقوله : { أنفقوا طوعاً أو كرها } [ التوبة : 53 ] ، وقد سبق شرح هذا المعنى هناك ، هذا قول المحققين . وذهب قوم إلى أن ظاهر اللفظ يعطي أنه إن زاد على السبعين ، رجي لهم الغفران . ثم نسخت بقوله : { سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم } . فان قيل : كيف جاز أن يستغفر لهم ، وقد أُخبر بأنهم كفروا ؟ فالجواب : أنه إنما استغفر لقوم منهم على ظاهر إِسلامهم من غير أن يتحقق خروجهم عن الإسلام ، ولا يجوز أن يقال : علم كفرهم ثم استغفر . فان قيل : ما معنى حصر العدد بسبعين ؟ فالجواب : أن العرب تستكثر في الآحاد من سبعة ، وفي العشرات من سبعين .