Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 81-81)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فرح المخلفون بمقعدهم } يعني : المنافقين الذين تخلَّفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك . والمخلَّف : المتروك خلفَ من مضى . { بمقعدهم } أي : بقعودهم . وفي قوله : { خلافَ رسول الله } قولان . أحدهما : أن معناه : بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله أبو عبيدة . والثاني : أن معناه : مخالَفَةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منصوب ، لأنه مفعول له ، فالمعنى : بأن قعدوا لمخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله الزجاج . وقرأ ابن مسعود ، وابن يعمر ، والأعمش ، وابن أبي عبلة : « خَلْفَ رسول اللهِ » ومعناها : أنهم تأخَّروا عن الجهاد . وفي قوله : { لا تنفروا في الحرِّ } قولان . أحدهما : أنه قول بعضهم لبعض ، قاله ابن اسحاق ، ومقاتل . والثاني : أنهم قالوه للمؤمنين ، ذكره الماوردي . وإنما قالوا هذا ، لأن الزمان كان حينئذ شديد الحر . { قل نار جهنم أشد حراً } لمن خالف أمر الله . وقوله : { يفقهون } معناه : يعلمون . قال ابن فارس : الفقه : العلم بالشيء . تقول : فَقِهْتُ الحديث أَفْقَهُهُ ؛ وكل علم بشيء : فقه ، ثم اختص به علم الشريعة ، فقيل لكل عالم بها : فقيه . قال المصنف : وقال شيخنا علي بن عبيد الله : الفقه في إطلاق اللغة : الفهم ، وفي عرف الشريعة : عبارة عن معرفة الأحكام الشرعية المتعلقة بأفعال المكلَّفين ، بنحو : التحليل ، والتحريم ، والإيجاب ، والإجزاء ، والصحة ، والفساد ، والغرم ، والضمان ، وغير ذلك . وبعضهم يختار أن يقال : الفِقْه : فَهْمُ الشيء . وبعضهم يختار أن يقال : عِلْمُ الشيء .