Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 43-46)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمِنهُمْ مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ } ومنهم ناس ينظرون إليك ويعاينون أدلة الصدق وأعلام النبوة ولكنهم لا يصدقون { أَفَأَنْتَ تَهْدِى ٱلْعُمْىَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ } أتحسب أنك تقدر على هداية العمي ولو انضم إلىّ فقد البصر فقد البصيرة ، لأن الأعمى الذي له في قلبه بصيرة قد يحدس ، وأما العمى مع الحمق فجهد البلاء يعني أنهم في اليأس من أن يقبلوا ويصدقوا كالصم والعمي الذين لا عقول لهم ولا بصائر { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ ٱلنَّاسَ شَيْئًا وَلَـٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } { ولكنِ الناس } حمزة وعلي . أي لم يظلمهم بسلب آلة الاستدلال ولكنهم ظلموا أنفسهم بترك الاستدلال حيث عبدوا جماداً وهم أحياء { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ } وبالياء : حفص { كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مّنَ ٱلنَّهَارِ } استقصروا مدة لبثهم في الدنيا أو في قبورهم لهول ما يرون { يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ } يعرف بعضهم بعضاً كأنهم لم يتفارقوا إلا قليلاً وذلك عند خروجهم من القبور ، ثم ينقطع التعارف بينهم لشدة الأمر عليهم { كأن لم يلبثوا } حال من « هم » أي نحشرهم مشبهين بمن لم يلبثوا إلا ساعة . و « كأن » مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي كأنهم . و { يتعارفون بينهم } حال بعد حال ، أو مستأنف على تقديرهم يتعارفون بينهم { قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء ٱللَّهِ } على إرادة القول أي يتعارفون بينهم قائلين ذلك ، أو هي شهادة من الله على خسرانهم ، والمعنى أنهم وضعوا في تجارتهم وبيعهم الإيمان بالكفر { وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ } للتجارة عارفين بها وهو استئناف فهي معنى التعجب كأنه قيل ما أخسرهم { وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِى نَعِدُهُمْ } من العذاب { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } قبل عذابهم { فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ } جواب { نتوفينك } وجواب { نرينك } محذوف أي وإما نرينك بعض الذي نعدهم في الدنيا فذاك ، أو نتوفينك قبل أن نريكه فنحن نريكه في الآخرة { ثُمَّ ٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ } ذكرت الشهادة والمراد مقتضاها وهو العقاب كأنه قيل : ثم الله معاقب على ما يفعلون . وقيل : « ثم » هنا بمعنى « الواو » .