Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 116-118)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ ٱلْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ } فهلا كان وهو موضوع للتحضيض ومخصوص بالفعل { أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ } أولوا فضل وخير ، وسمي الفضل والجود بقية لأن الرجل يستبقي مما يخرجه أجوده وأفضله فصار مثلاً في الجودة والفضل . ويقال : فلان من بقية القوم أي من خيارهم ، ومنه قولهم : « في الزوايا خبايا وفي الرجال بقايا » { يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْفَسَادِ فِى ٱلأَرْضِ } عجب محمداً عليه السلام وأمته أن لم يكن في الأمم التي ذكر الله إهلاكهم في هذه السورة جماعة من أولىِ العقل والدين ينهون غيرهم عن الكفر والمعاصي { إِلاَّ قَلِيلاً مّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ } استثناء منقطع أي ولكن قليلاً ممن أنجينا من القرون نهوا عن الفساد وسائرهم تاركون للنهي . و « من » في { ممن أنجينا } للبيان لا للتبعيض لأن النجاة للناهين وحدهم بدليل قوله : { أَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلسُّوء وَأَخَذْنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } [ الأعراف : 165 ] { وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أي التاركون للنهي عن المنكر ، وهو عطف على مضمر أي قليلاً ممن أنجينا منهم نهوا عن الفساد واتبع الذين ظلموا شهواتهم فهو عطف على « نهوا » { مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ } أي أتبعوا ما عرفوا فيه التنعم والترفه من حب الرياسة والثروة وطلب أسباب العيش الهنيء ، ورفضوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونبذوه وراء ظهورهم { وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ } اعتراض وحكم عليهم بأنهم قوم مجرمون { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ } اللام لتأكيد النفي { بِظُلْمٍ } حال من الفاعل أي لا يصح أن يهلك الله القرى ظالماً لها { وَأَهْلُهَا } قوم { مُصْلِحُونَ } تنزيهًا لذاته عن الظلم . وقيل : الظلم الشرك أي لا يهلك القرى بسبب شرك أهلها وهم مصلحون في المعاملات فيما بينهم لا يضمون إلى شركهم فساداً آخر { وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً } أي متفقين على الإيمان والطاعات عن اختيار ولكن لم يشأ ذلك . وقالت المعتزلة : وهي مشيئة قسر ، وذلك رافع للابتداء فلا يجوز { وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ } في الكفر والإيمان أي ولكن شاء أن يكونوا مختلفين لما علم منهم اختيار ذلك .