Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 119-123)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ } إلا ناساً عصمهم الله عن الاختلاف فاتفقوا على دين الحق غير مختلفين فيه { وَلِذٰلِكَ خَلَقَهُمْ } أي ولما هم عليه من الاختلاف فعندنا خلقهم للذي علم أنهم سيصيرون إليه من اختلاف أو اتفاق ولم يخلقهم لغير الذي علم أنهم سيصيرون إليه ، كذا في شرح التأويلات { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبّكَ } وهي قوله للملائكة لأمْلَأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لعلمه بكثرة من يختار الباطل . { وَكُلاًّ } التنوين فيه عوض من المضاف إليه كأنه قيل : وكل نبأ وهو منصوب بقوله { نَقُصُّ عَلَيْكَ } وقوله : { مِنْ أَنْبَاء ٱلرُّسُلِ } بيان لكل وقوله : { مَا نُثَبّتُ بِهِ فُؤَادَكَ } بدل من { كلا } { وَجَاءكَ فِى هَـٰذِهِ ٱلْحَقُّ } أي في هذه السورة أو في هذه الأنباء المقتصة ما هو حق { وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } ومعنى تثبيت فؤاده زيادة يقينه لأن تكاثر الأدلة أثبت للقلب { وَقُل لّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } من أهل مكة وغيرهم { ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ } على حالكم وجهتكم التي أنتم عليها { إِنَّا عَامِلُونَ } على مكانتنا { وَٱنْتَظِرُواْ } بنا الدوائر { إِنَّا مُنتَظِرُونَ } أن ينزل بكم نحو ما اقتص الله تعالى من النقم النازلة بأشباهكم { وَللَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ } لا تخفى عليه خافية مما يجري فيهما فلا تخفى عليه أعمالكم { وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ ٱلأَمْرُ كُلُّهُ } فلا بد أن يرجع إليه أمرهم وأمرك فينتقم لك منهم . { يُرجع } نافع وحفص { فَٱعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } فإنه كافيك وكافلك { وَمَا رَبُّكَ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } وبالتاء : مدني وشامي وحفص ، أي أنت وهم على تغليب المخاطب . قيل : خاتمة التوراة هذه الآية وفي الحديث " من أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله تعالى " .