Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 92-93)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ } في جوابهم { يٰقَوْمِ أَرَهْطِى أَعَزُّ عَلَيْكُم مّنَ ٱللَّهِ } ولو قيل وما عززت علينا لم يصح هذا الجواب . وإنما قال : { أرهطي أعز عليكم من الله } والكلام واقع فيه وفي رهطه وأنهم الأعزة عليهم دونه ، لأن تهاونهم به وهو نبي الله تهاون بالله ، وحين عز عليهم رهطه دونه كان رهطه أعز عليهم من الله ألا ترى إلى قوله تعالى { من يطع الرسول فقد أطاع الله } [ النساء : 80 ] { وَٱتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءكُمْ ظِهْرِيّاً } ونسيتموه وجعلتموه كالشيء المبنوذ وراء الظهر لا يعبأ به والظهري منسوب إلى الظهر والكسر من تغييرات النسب كقولهم في النسبة إلى الأمس أمسى { إِنَّ رَبّى بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } قد أحاط بأعمالكم علماً فلا يخفى عليه شيء منها . { وَيَا قَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ } هي بمعنى المكان يقال : مكان ومكانة ومقام ومقامة ، أو مصدر من مكن مكانة فهومكين إذا تمكن من الشيء يعني اعملوا فارين على جهتكم التي أنتم عليها من الشرك ، والشنآن لي ، أو اعملوا متمكنين من عداوتي مطيقين لها { إِنّى عَـٰمِلٌ } على حسب ما يؤتيني الله من النصرة والتأييد ويمكنني { سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ } « من » استفهامية معلقة لفعل العلم من عمله فيها كأنه قيل : سوف تعلمون أينا يأتيه عذاب يخزيه أي يفضحه ، وأينا هو كاذب . أو موصولة قد عمل فيها كأنه قيل : سوف تعلمون الشقي الذي يأتيه عذاب يخزيه والذي هو كاذب في زعمكم ودعواكم . وإدخال الفاء في { سوف } وصل ظاهر بحرف وضع للوصل ، ونزعها وصل تقديري بالاستئناف الذي هو جواب لسؤال مقدر كأنهم قالوا : فماذا يكون إذا عملنا نحن على مكانتنا وعملت أنت ؟ فقال : سوف تعلمون . والإتيان بالوجهين للتفنن في البلاغة وأبلغهما الاستئناف { وَٱرْتَقِبُواْ } وانتظروا العاقبة وما أقول لكم { إِنّى مَعَكُمْ رَقِيبٌ } منتظر ، والرقيب بمعنى الراقب من رقبه كالضريب بمعنى الضارب ، أو بمعنى المراقب كالعشير بمعنى المعاشر ، أو بمعنى المرتقب كالرفيع بمعنى المرتفع .