Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 94-97)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مّنَّا وَأَخَذَتِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ } صاح بهم جبريل صيحة فهلكوا . وإنما ذكر في آخر قصة عاد ومدين { ولما جاء } وفي آخر قصة ثمود ولوط { فلما جاء } لأنهما وقعا بعد ذكر الموعد وذلك قوله : { إن موعدهم الصبح } { ذلك وعد غير مكذوب } فجيء بالفاء الذي هو للتسبيب كقولك « وعدته فلما جاء الميعاد كان كيت وكيت » . وأما الأخريان فقد وقعتا مبتدأتين فكان حقهما أن تعطفا بحرف الجمع على ما قبلهما كما تعطف قصة على قصة { فَأَصْبَحُواْ فِى دِيَارِهِمْ جَـٰثِمِينَ } الجاثم اللازم لمكانه لا يريم يعني أن جبريل صاح بهم صيحة فزهق روح كل واحد منهم بحيث هو بغتة { كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا } كأن لم يقيموا في ديارهم أحياء متصرفين مترددين { أَلاَ بُعْدًا لّمَدْيَنَ } البعد بمعنى البعد وهو الهلاك كالرشد بمعنى الرشد ألا ترى إلى قوله : { كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ } وَقرىء { كما بعُدت } والمعنى في البناءين واحد وهو نقيض القرب إلا أنهم فرقوا بين البعد من جهة الهلاك وبين غيره ، فغيروا البناء كما فرقوا بين ضماني الخير والشر فقالوا : وعد وأوعد . { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَـٰتِنَا وَسُلْطَـٰنٍ مُّبِينٍ } المراد به العصا لأنها أبهرها { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ فَٱتَّبَعُواْ } أي الملأ { أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ } هو تجهيل لمتبعيه حيث تابعوه على أمره وهو ضلال مبين ، وذلك أنه ادعى الإلهية وهو بشر مثلهم ، وجاهر بالظلم والشر الذي لا يأتي إلا من شيطان ومثله بمعزل عن الألوهية . وفيه أنهم عاينوا الآيات والسلطان المبين وعلموا أن مع موسى الرشد والحق ثم عدلوا عن اتباعه إلى اتباع من ليس في أمره رشد قط ، أو المراد وما أمره بصالح حميد العاقبة ويكون قوله :