Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 87-90)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يبَنِيَّ ٱذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ } فتعرفوا منهما وتطلبوا خبرهما وهو تفعل من الإحساس وهو المعرفة { وَلاَ تَايْـئَسُواْ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ } ولا تقنطوا من رحمة الله وفرجه { إِنَّهُ } إن الأمر والشأن { لاَ يَايْـئَسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ } لأن من آمن يعلم أنه متقلب في رحمة الله ونعمته ، وأما الكافر فلا يعرف رحمة الله ولا تقلبه في نعمته فييأس من رحمته ، فخرجوا من عند أبيهم راجعين إلى مصر { فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ } على يوسف { قَالُواْ يا أَيُّهَا ٱلْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا ٱلضُّرُّ } الهزال من الشدة والجوع { وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ } مدفوعة يدفعها كل تاجر رغبة عنها واحتقاراً لها من أزجيته إذا دفعته وطردته . قيل : كان دراهم زيوفاً لا تؤخذ إلا بوضيعة . وقيل : كانت صوفاً وسمناً { فَأَوْفِ لَنَا ٱلْكَيْلَ } الذي هو حقنا { وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا } وتفضل علينا بالمسامحة والإغماض عن رداءة البضاعة أوزدنا على حقنا أوهب لنا أخانا { إِنَّ ٱللَّهَ يَجْزِى ٱلْمُتَصَدّقِينَ } ولما قالوا مسنا وأهلنا الضر وتضرعوا إليه وطلبوا منه أن يتصدق عليهم ارفضت عيناه ولم يتمالك أن عرفهم نفسه حيث قال : { قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ } أي هل علمتم قبح ما فعلتم بيوسف { وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَـٰهِلُونَ } لا تعلمون قبحه أو إذ أنتم في حد السفه والطيش وفعلهم بأخيه تعريضهم إياه للغم بإفراده عن أخيه لأبيه وأمه وإيذاؤهم له بأنواع الأذى { قَالُواْ أَءنَّكَ } بهمزتين : كوفي وشامي { لأَنتَ يُوسُفُ } اللام لام الابتداء و { أنت } مبتدأ و { يوسف } خبره ، والجملة خبر « إن » { قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـٰذَا أَخِى } وإنما ذكر أخاه وهم قد سألوه عن نفسه لأنه كان في ذكر أخيه بيان لما سألوه عنه { قَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا } بالألفة بعد الفرقة وذكر نعمة الله بالسلامة والكرامة ولم يبدأ بالملامة { إِنَّهُ مَن يَتَّقِ } الفحشاء { وَيِصْبِرْ } عن المعاصي وعلى الطاعة { فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ } أي أجرهم فوضع المحسنين موضع الضمير لاشتماله على المتقين والصابرين . وقيل : من يتق مولاه ويصبر على بلواه لا يضيع أجره في دنياه وعقباه .