Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 91-92)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدْ اثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيْنَا } اختارك وفضلك علينا بالعلم والحلم والتقوى والصبر والحسن { وَإِن كُنَّا لَخَـٰطِئِينَ } وإن شأننا وحالنا أنا كنا خاطئين متعمدين للإثم لم نتق ولم نصبر لا جرم أن الله أعزك بالملك وأذلنا بالتمسكن بين يديك { قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ } لا تعيير عليكم { ٱلْيَوْمَ } متعلق بالتثريب أو بـ { يغفر } والمعنى لا أثر بكم اليوم وهو اليوم الذي هو مظنة التثريب فما ظنكم بغيره من الأيام ! ثم ابتدأ فقال { يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ } فدعا لهم بمغفرة ما فرط منهم . يقال : غفر الله لك ويغفر لك على لفظ الماضي والمضارع ، أو اليوم يغفر الله لكم بشارة بعاجل غفران الله . وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بعضادتي باب الكعبة يوم الفتح فقال لقريش : " ما ترونني فاعلاً بكم " قالوا : نظن خيراً أخ كريم وابن أخ كريم ، وقد قدرت . فقال : " أقول ما قال أخي يوسف لا تثريب عليك اليوم " ورُوي أن أبا سفيان لما جاء ليسلم قال له العباس : إذا أتيت رسول الله فاتلُ عليه { قال لا تثريب عليكم اليوم } ففعل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " غفر الله لك ولمن علمك " ويُروى أن أخوته لما عرفوه أرسلوا إليه أنك تدعونا إلى طعامك بكرة وعشياً ونحن نستحي منك لما فرط منا فيك ، فقال يوسف : إن أهل مصر وإن ملكت فيهم فإنهم ينظرون إليَّ بالعين الأولى ويقولون سبحان من بلغ عبداً بيع بعشرين درهماً ما بلغ ، ولقد شرفت الآن بكم حيث علم الناس أني من حفدة إبراهيم { وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرحِمِينَ } أي إذا رحمتكم وأنا الفقير القتور فما ظنكم بالغني الغفور ؟ ثم سألهم عن حال أبيه فقالوا : إنه عمي من كثرة البكاء قال :