Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 25-27)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ } تعطي ثمرها كل وقت وقتها الله لإثمارها { بِإِذْنِ رَبّهَا } بتيسير خالقها وتكوينه { وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } لأن في ضرب الأمثال زيادة إفهام وتذكير وتصوير للمعاني . { وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ } هي كلمة الكفر { كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ } هي كل شجرة لا يطيب ثمرها وفي الحديث : أنها شجرة الحنظل { ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلأَرْضِ } استؤصلت جثتها وحقيقة الاجتثاث أخذ الجثة كلها وهو في مقابلة { أصلها ثابت } { مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } أي استقرار يقال قر الشيء قراراً كقولك ثبت ثبوتاً ، شبه بها القول الذي لا يعضد بحجة فهو داحض غير ثابت { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ } أي يديمهم عليه { بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ } هو قول « لا إلٰه إلا الله محمد رسول الله » { في الحياة الدنيا } حتى إذا فتنوا في دينهم لم يزلوا كما ثبت الذين فتنهم أصحاب الأخدود وغير ذلك { وَفِي ٱلآخِرَةِ } الجمهور على أن المراد به في القبر بتلقين الجواب وتمكين الصواب ، فعن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر قبض روح المؤمن فقال : " ثم تعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه في قبره فيقولان له من ربك وما دينك ومن نبيك ؟ فيقول : ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ، فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فذلك قوله { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } ثم يقول الملكان : عشت سعيداً ومت حميداً نم نومة العروس " { وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّـٰلِمِينَ } فلا يثبتهم على القول الثابت في مواقف الفتن وتزل أقدامهم أول شيء وهم في الآخرة أضل وأزل { وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَاء } فلا اعتراض عليه في تثبيت المؤمنين وإضلال الظالمين