Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 19-22)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَـٰهَا } بسطناها من تحت الكعبة ، والجمهور على أنه تعالى مدها على وجه الماء { وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوٰسِيَ } في الأرض جبالاً ثوابت { وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ } وزن بميزان الحكمة وقدر بمقدار تقتضيه لا تصلح فيه زيادة ولا نقصان ، أوله وزن وقدر في أبواب المنفعة والنعمة ، أو ما يوزن كالزعفران والذهب والفضة والنحاس والحديد وغيرها ، وخص ما يوزن لانتهاء الكيل إلى الوزن { وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا } في الأرض { مَعَـٰيِشَ } ما يعاش به من المطاعم جمع معيشة وهي بياء صريحة بخلاف الخبائث ونحوها فإن تصريح الياء فيها خطأ { وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرٰزِقِينَ } { من } في محل النصب بالعطف على { معايش } أو على محل { لكم } كأنه قيل وجعلنا لكم فيها معايش وجعلنا لكم من لستم له برازقين ، أو جعلنا لكم فيها معايش ولمن لستم له برازقين وأراد بهم العيال والمماليك والخدم الذين يظنون أنهم يرزقونهم ويخطئون فإن الله هو الرزاق يرزقهم وإياهم ، ويدخل فيه الأنعام والدواب ونحو ذلك . ولا يجوز أن يكون محل { من } جراً بالعطف على الضمير المجرور في { لكم } لأنه لا يعطف على الضمير المجرور إلا بإعادة الجار { وَإِن مِّن شَىْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ } ذكر الخزائن تمثيل والمعنى وما من شيء ينتفع به العباد إلا ونحن قادرون على إيجاده وتكوينه والإنعام به ، وما نعطيه إلا بمقدار معلوم فضرب الخزائن مثلاً لاقتداره على كل مقدور { وَأَرْسَلْنَا ٱلرِّيَاحَ لَوَاقِحَ } جمع لاقحة أي وأرسلنا الرياح حوامل بالسحاب لأنها تحمل السحاب في جوفها كأنها لاقحة بها من لقحت الناقة حملت وضدها العقيم . { الريح } حمزة { فَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ } فجعلناه لكم سقياً { وَمَآ أَنْتُمْ لَهُ بِخَـٰزِنِينَ } نفى عنهم ما اثبته لنفسه في قوله : { وإن من شيء إلا عندنا خزائنه } كأنه قال : نحن الخازنون للماء على معنى نحن القادرون على خلقه في السماء وإنزاله منها ، وما أنتم عليه بقادرين دلالة عظيمة على قدرته وعجزهم