Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 23-29)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيي وَنُمِيتُ أي نحيي بالإيجاد ونميت بالإفناء ، أو نميت عند انقضاء الآجال ونحيي لجزاء الأعمال على التقديم والتأخير إذ الواو للجمع المطلق { وَنَحْنُ ٱلْوٰرِثُونَ } الباقون بعد هلاك الخلق كلهم . وقيل : للباقي وارث استعارة من وارث الميت لأنه يبقى بعد فنائه { وَلَقَدْ عَلِمْنَا ٱلْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا ٱلْمُسْتَـخِرِينَ } من تقدم ولادة وموتاً ومن تأخر ، أو من خرج من أصلاب الرجال ومن لم يخرج بعد ، أو من تقدم في الإسلام أو في الطاعة أو في صف الجماعة أو في صف الحرب ومن تأخر ، { وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ } أي هو وحده يقدر على حشرهم ويحيط بحصرهم { إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } باهر الحكمة واسع العلم . { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَـٰنَ } أي آدم { مِن صَلْصَـٰلٍ } طين يابس غير مطبوخ { مِّنْ حَمَإٍ } صفة { لصلصال } أي خلقه من صلصال كائن من حمإ أي طين أسود متغير { مَّسْنُونٍ } مصور وفي الأول كان تراباً فعجن بالماء فصار طيناً فمكث فصار حمأ فخلص فصار سلالة فصوِّر ويبس فصار صلصالاً فلا تناقض { وَٱلْجَآنَّ } أبا الجن كآدم للناس أو هو إبليس وهو منصوب بفعل مضمر يفسره { خَلَقْنَـٰهُ مِن قَبْلُ } من قبل آدم { مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ } من نار الحر الشديد النافذ في المسام . قيل : هذه السموم جزء من سبعين جزءاً من سموم النار التي خلق الله منها الجان { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ } واذكر وقت قوله { لِلْمَلَـٰئِكَةِ إِنّى خَـٰلِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَـٰلٍ مّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ } أتممت خلقته وهيأتها لنفخ الروح فيها { وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى } وجعلت فيه الروح وأحييته وليس ثمة نفخ وإنما هو تمثيل والإضافة للتخصيص { فَقَعُواْ لَهُ سَـٰجِدِينَ } هو أمر من وقع يقع أي اسقطوا على الأرض يعني اسجدوا له ، ودخل الفاء لأنه جواب « إذا » وهو دليل على أنه يجوز تقدم الأمر عن وقت الفعل