Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 30-35)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَسَجَدَ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } فالملائكة جمع عام محتمل للتخصيص فقطع باب التخصيص بقوله { كلهم } وذكر الكل احتمل تأويل التفرق فقطعه بقوله { أجمعون } { إِلاَّ إِبْلِيسَ } ظاهر الإستثناء يدل على أنه كان من الملائكة لأن المستثنى يكون من جنس المستثنى منه . وعن الحسن أن الاستثناء منقطع ولم يكن هو من الملائكة . قلنا : غير المأمور لا يصير بالترك ملعوناً . و في الكشاف كان بينهم مأموراً معهم بالسجود فغلب اسم الملائكة ثم استثنى بعد التغليب كقولك « رأيتهم إلا هنداً » { أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ ٱلسَّـٰجِدِينَ } امتنع أن يكون معهم و { أبى } استئناف على تقدير قول قائل يقول : هلا سجد ؟ فقيل : أبى ذلك واستكبر عنه . وقيل : معناه ولكن إبليس أبى . { قَالَ يَٰا بْلِيسُ مَـالَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ ٱلسَّـٰجِدِينَ } حرف الجر مع أن محذوف تقديره مالك في أن لا تكون مع الساجدين أي أي غرض لك في إبائك السجود { قَالَ لَمْ أَكُن لأَسْجُدَ } اللام لتأكيد النفي أي لا يصح مني أن أسجد { لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَـٰلٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا } من السماء أو من الجنة أو من جملة الملائكة { فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } مطرود من رحمة الله ومعناه ملعون لأن اللعنة هي الطرد من الرحمة والإبعاد منها { وَإِنَّ عَلَيْكَ ٱللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدِّينِ } ضرب يوم الدين حداً للعنة لأنه أبعد غاية يضربها الناس في كلامهم ، والمراد به إنك مذموم مدعو عليك باللعنة في السماوات والأرض إلى يوم الدين من غير أن تعذب فإذا جاء ذلك اليوم عذبت بما ينسى اللعن معه